من سجلات البطولة: أسر أول إسرائيلي.. والتصدي للعدوان علي رأس العش وجزيرة شدوان لقد حفلت حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 73 بالعديد من البطولات العظيمة التي سطرها أبطال الصاعقة بدمائهم الذكية في سجلات التاريخ .. ولإعطاء هؤلاء الأبطال قدراً مما يستحقونه وقبل سرد بعض هذه البطولات والملاحم التي أظهرت معدن المقاتل المصري الذي طالما انتقص العدو حقه بأنه غير قادر علي القتال بعد نكسة 67 فإننا نذكر أولاً بعض ما تردد علي لسان صقور الحرب في إسرائيل إبان حرب أكتوبر كخير دليل وبرهان علي ما أحدثته ضربات رجال الصاعقة في إرباك سيطرته علي قواته وبث الذعر والرعب في قلوب جنوده وخفض روحهم المعنوية . فبينما كان الجنرال جونين قائد القوات الإسرائيلية في غرفة عملياته في الجهة الجنوبية في سيناء فإذا بإشارة تصله بأن الكوماندوز المصريين توغلوا في العمق ويقومون بمهاجمة أهداف في المنطقة .. فساد الرعب بينهم وجروا إلي أسلحتهم الشخصية ولم يتركوها .. بالإضافة إلي الجنرال " كالمان ماجن " أحد جنرالات إدراة العملية في الجهة الجنوبية من سيناء يصرخ في الإشارة قائلاً " إن الكوماندوز المصريين يدخلون سيناء من كل مكان وبكل وسيلة .. إنهم يأتون من الجو والبحر وسيراً علي الأقدام . ومثال أخر علي عظمة وبطولة رجال الصاعقة المصرية ما ورد عن تلقي موشيه ديان إشارة وهو علي متن طائرة مروحية متجهاً لجنوبسيناء رسالة تحذره من الهبوط في المنطقة كلها لأن الكوماندوز المصريين منتشرون في كل مكان بها . الاختبار الأول كانت معركة رأس العش هي باكورة المواجهة مع العدو الإسرائيلي في الأول من يوليو 67 واستمرت حتي الرابع من الشهر نفسه .. أي بعد أقل من شهر علي النكسة .. جرت هذه المعركة في رأس العش وهي قرية صغيرة تقع جنوب بورسعيد علي شريط قناة السويس من الجهة الشرقية للقناة . ولم تكن وقتها القوات الإسرائيلية قد احتلت رأس العش عند قرار وقف إطلاق النار في العاشر من يونيو رغم احتلالها القنطرة شرق والمنطقة بأكملها في الشمال وذلك لأسباب تتعلق بطبيعة الأرض . بدأت المعركة عندما قاد بعض الملازمين الشباب من رجال الصاعقة مع جنودهم من حاملي " أر بي جي " وتمكنوا علي مدار 4 أيام من صد العدو المدرع والذي يقدر بسرية دبابات وعدد من العربات المجنزرة كانت تحمل الذخائر كانت متقدمة في منطقة بورفؤاد ومنعتها من الدخول وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات أدت إلي رفع الروح المعنوية لباقي قواتنا المسلحة في هذه الفترة عقب النكسة مباشرة وأثبتت معركة رأس العش أن النكسة لم تؤثر علي إرادة المقاتل المصري وأنه قادر علي تحقيق النصر . أول أسير كانت تلك المعركة بمثابة رد الاعتبار الحقيقي لما حدث في 67 وتم تنفيذ العملية في ليلة 21 أبريل عام 69 في منطقة التبة المسحورة جنوب البحيرات المرة الصغري .. وكانت تقع في نطاق الجيش الثالث الميداني. فبعد نجاح معركة رأس العش ونجاح البحرية المصرية في تدمير أكبر مدمرة للعدو "إيلات" أدي ذلك إلي رفع الروح المعنوية للقوات المسلحة وهذا ما شجع القيادة العامة بتكليف عناصر من الصاعقة بعبور قناة السويس والإغارة علي أحد النقاط القوية بهدف خطف أسير إسرائيلي من نقطة قوية بها سرية مظلات وسرية دبابات وقواتنا كانت سرية صاعقة مدعمة بجماعة مهندسين عسكريين وضباط توجيه نيران مدفعية بإجمالي 43 فردا. سير المعركة تم دراسة الموقع جيداً وحقول الألغام وتم عبور القوات في 4 قوارب مطاطية بواسطة حبل تم تثبيته علي القناة للتأكد من الوصول للنقطة المطلوبة . تم تثبيت القوارب ملاصقة للجانب الشرقي للقناة أسفل الساتر الترابي حتي لا يتم اكتشافها بواسطة العدة .. وتحرك رجال الصاعقة إلي الهدف ولكنهم اكتشفوا كميناً مكون من 7 أفراد من العدو .. وجاء القرار باقتحام الكمين وخطف أكبر عدد ممكن من الأسري . أثناء الاقتحام ألقي أحد أفراد العدو العريف أدمون مراد أهارون من قوة المتكال المظلات نفسه طالباً الاستسلام قائلاً " لا تقتلوني إنني يهودي عراقي " .. وتم أسره وقتل جميع أفراد الكمين .. وأخذت القوة في طريقها للعودة وحاول الأسير الهرب فقفز علي الساتر الترابي لقناة السويس فقفز ملازم أول عبده أحمد عرفه وراءه وأمسك به في المياه ثم ركبت القوة القوارب ووصلت إلي الشاطيء وحاول الأسير الانتحار عن طريق الدخول في حقل ألغام ولكن القوة منعته وتم تسليمه للجهات المسئولة . شدوان » الصمود « بدأت معركة شدوان في يوم 22 يناير عام 1970 واستمرت حتي 29 من الشهر نفسه علي جزيرة شدوان في مدخل خليج السويس علي بعد 35 كيلو مترا من الغردقة عندما أراد العدو أن يرد علي عمليات الصاعقة المصرية المستمرة فقام بقذف الجزيرة ومحاولة احتلالها علي مدار 7 أيام ولكنه فشل فشلاً ذريعاً وانسحب ولم يستطع مواجهة سرية صاعقة مرابضة بالجزيرة .بدأ العدو بالهجوم بقوة إبرار جوي تقدر بحوالي 250 فردا وقام بقذف جوي مركز علي الجزيرة وسرية الصاعقة المرابضة علي الجزيرة لمدة ساعتين ونصف .. وقامت قواتنا بالاشتباك الفوري مع العدو وأظهرت بطولات نادرة إلي أن استنجدت قوات الإبرار للعدو بقواته الجوية وعاد القذف الجوي مرة أخري واستمر الوضع حتي اليوم التالي إلي أن بدأت قواتنا الجوية في قذف العدو الذي تمكن من الإبرار علي الجزيرة بعد قصف جوي عنيف . قامت قوات العدو باستخدام مكبرات الصوت باللغة العربية لحث قوات الصاعقة المصرية علي الاستسلام وقاموا بزرع الألغام والشراك الخداعية .. وانسحبوا وأخلي جميع قواته .. تبقي من سرية الصاعقة 14 فردا من بينهم قائد السرية ولم يتمكن العدو من احتلال الجزيرة .. بالإضافة إلي تكبيد العدو 30 قتيلاً .