قالت مصادر امريكية ودبلوماسية إن إدارة الرئيس "باراك اوباما" تسعي لطمأنة المسؤولين الإسرائيليين بشأن تخفيف العقوبات علي طهران ما لم تنتهج خطوات ملموسة لكبح برنامجها النووي. وأوضحت المصادر ان المناقشات غير الرسمية التي تجري علي عدة اصعدة في واشنطن وتل أبيب تهدف لتهدئة مخاوف الإسرائيليين من تحرك امريكي سابق لأوانه للتقارب مع إيران في وقت تثور فيه الشكوك بالفعل إزاء عزم الولاياتالمتحدة الابقاء علي التهديد بعمل عسكري. وتقلق النبرة الإيجابية في العلاقات الأمريكيةالإيرانية - إسرائيل التي تحذر اوباما من الوقوع ضحية ما تصفه ب"إغواء الهجوم الساحر لروحاني". وقال وزير إسرائيلي إن إيران في طريقها لتطوير قنبلة نووية في غضون ستة اشهر وإنه لم يعد هناك وقت لمزيد من المفاوضات. وتأتي المساعي الامريكية لطمأنة إسرائيل في وقت يستعد فيه الرئيس الايراني حسن روحاني للسفر لنيويورك ليلقي أول كلمة له امام الأممالمتحدة في حين لا يستبعد مراقبون ان يعقد اجتماع تاريخي بينه وبينه الرئيس الأمريكي، وذلك في أعقاب بوادر مشجعة من جانبه تجاه الولاياتالمتحدة. وحرص أوباما ومساعدوه علي التحفظ عند الترحيب بمبادرات روحاني لكنهم أوضحوا انهم مستعدون لاختبار نواياه تجاه إيجاد حل سلمي للنزاع النووي بين إيران والغرب. وقال مسؤول امريكي إن المشاورات الامريكية الإسرائيلية التي كشفت صحيفة نيويورك تايمز النقاب عنها ستبلغ ذروتها في الاجتماع بين اوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت البيضاوي في 30 سبتمبر الجاري. وكان البيت الأبيض أعلن ان اتصالات أجريت بين الجانبين الأمريكي والإيراني، مؤكدا استعداد الولاياتالمتحدة للدخول في محادثات مع طهران "علي أساس من الاحترام المتبادل" طالما كانت ايران مستعدة لإظهار ان برنامجها مخصص لأغراض مدنية فقط. وقال المتحدث "جوش ايرنست" من علي متن الطائرة الرئاسية "أجرينا عددا من الاتصالات مع الايرانيين وسوف نواصل المحادثات لتكون فرصة للايرانيين كي يظهروا مدي الجدية التي يتعاملون بها مع هذا المسعي". وكان الرئيس الإيراني كتب في مقال لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قبل يومين انه تعهد لشعبه بالخوض في تفاعل بناء مع العالم، وأكد في حديث تليفزيوني ان ايران "لن تقوم بتصنيع القنبلة النووية". في المقابل اعتبر البيت الابيض ان الانفتاح الذي أبداه روحاني "ليس كافيا". وقال "بين رودس" مساعد مستشار الأمن القومي لأوباما "علينا ان نواصل التأكيد علي ضرورة القيام بأفعال". ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن "أمير محبيان" الخبير السياسي والمستشار لدي القادة الايرانيين، ان المسؤولين في طهران يعتبرون ان المفاوضات المباشرة مع الادارة الامريكية ستكون اكثر فاعلية من المفاوضات النووية الحالية مع مجموعة الدول الست الكبري.