تعالت في الفترة الأخيرة أصوات البعض ممن كفروا بثورة يناير وعارضوا وجودها ودافعوا عن مبارك ونظامه حتي أخر نفس وعاد هؤلاء ليؤكدوا بأن ما حدث في 25 يناير كان مؤامرة وليست ثورة وأنهم كانوا علي حق وأصحاب بصيرة وان الملايين التي شاركت في الثورة كانوا مغيبين أومغفلين.. ولا يبقي لهم إلا المطالبة بعودة مبارك للحكم فهل هذا معقول! ياسادة أن ثورة يونيو كانت ضد من سرقوا ثورة ينايروليس ضد الثورة وتعالي هذه النبرة الآن سيدفع ثوار يناير إلي اليأس والأحباط ويؤكد ان الدماء النبيلة التي سالت لشهداء هذه الثورة راحت هدرا وربما يذهب الإحباط ببعضهم إلي معاداة ثورة يونيو- التي شاركوا فيها أيضا - وينضمون إلي خندق الأخوان الذين قامت الثورة ضدهم. أثناء متابعتي لأحداث تظاهرات الجمعة الماضية كنت أتنقل بالريموت كنترول بين القنوات ووجدت مراسلة قناة الجزيرة تصف صورة احدي المظاهرات بحلوان مؤكدة بأن عدد المتظاهرين قد بلغ 25 مليونا! فهربت من هذا الكذب الفاجر وانتقلت بسرعة إلي قناة أخري لأجد متابعة لمسيرة بالأسكندرية وتأكيد المذيع بالاستديو معلقا علي الصورة أن المتظاهرين بضعة آلاف ثم جاء صوت المراسلة ليؤكد أن المتظاهرين لا يزيد عددهم عن العشرات أو المئات فأغلقت التليفزيون وقرأت الفاتحة علي الحياد الإعلامي.. وقلت حتي الصورة أصبحت تكذب!