وزير الخارجية خلال استقباله مبعوث الامين العام للامم المتحدة استقبل د. نبيل فهمي وزير الخارجية "جيفري فيلتمان" مساعد سكرتير عام الأممالمتحدة للشئون السياسية خلال زيارته الحالية للقاهرة في إطار جولة إقليمية شملت عددا من دول المنطقة . وقال السفير بدر عبد العاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية إن الزيارة كانت مقررة للقاهرة منذ عدة أسابيع، وإن اللقاء مع "فهمي" تناول المشهد الداخلي في مصر والأوضاع في قطاع غزة وتطورات القضية الفلسطينية في ضوء الدور المحوري الذي تقوم به مصر تاريخياً لدعم هذه القضية. وقد شدد "فهمي" خلال اللقاء علي دعم مصر الكامل للفلسطينيين وتوفير احتياجاتهم الأساسية في قطاع غزة وأهمية دور المجتمع الدولي في هذا الشأن. وأضاف المتحدث أن "فهمي" نقل للمسئول الأممي غضب مصر حكومة وشعباً من تجاهل العالم الخارجي لحقيقة الأوضاع في مصر وعدم توجيه النقد والإدانة للطرف الذي يقوم بالتخطيط والتحريض والتنفيذ لأعمال إجرامية وإرهابية تطول المواطنين ومنشآت الدولة ومستشفياتها ودور عبادتها وتستهدف النظام العام والاستقرار. واشار المتحدث إلي أن وزير الخارجية أكد خلال المقابلة رفض مصر الكامل لتدويل الأوضاع الراهنة في مصر باعتبار انها شأن داخلي لا نسمح بالتدخل فيه ولا علاقة لها علي الإطلاق بالسلم والأمن الدوليين، وأن مسئولية أي حكومة ديمقراطية تحتم توفير الأمن والأمان للمواطنين ومواجهة أعمال الإجرام والإرهاب في إطار القانون. واضاف المتحدث أن "فهمي" ذكر أن أي مواقف خارجية محتملة تجاه مصر لن تؤثر علي قرارات الحكومة التي تنبع من الإرادة الشعبية وتستهدف المصلحة العليا للوطن، وأن جميع دول العالم تلجأ إلي الإجراءات الاستثنائية حينما تواجه ظروفاً استثنائية، منوهاً إلي استمرار وجود معتقل "جوانتانامو" بعد مرور اكثر من 12 عاماً علي حادث البرجين الارهابي في نيويورك. وشدد فهمي خلال اللقاء علي التزام الحكومة بالإسراع في تنفيذ خارطة الطريق باستحقاقاتها الثلاثة وبمشاركة من يلتزم بها وينبذ العنف ولا يحرض عليه ويلتزم بالخارطة. وقال المتحدث إن المسئول الأممي لم يحضر إلي القاهرة لمحاولة إلقاء الدروس علي المسئولين المصريين بما يجب أو لا يجب أن يقوموا به، وإنما جاء للاستماع إلي تطورات الموقف وعرض تقديم المساعدة من الأممالمتحدة إذا أرادت مصر ذلك باعتبارها من الدول المؤسسة للأمم المتحدة وواحدة من أهم الدول الأعضاء بها. وفي السياق ذاته التقي وزير الخارجية نبيل فهمي مع سفير الاتحاد الاوروبي بالقاهرة جيمس موران وأعرب نبيل فهمي عن استياء مصر الشديد من عدم صدور ردود فعل قوية من الإتحاد الأوروبي رداً علي الأعمال الارهابية التي لا يمكن لأي دولة من الدول الأعضاء فيه السماح بها أو قبول أن تحدث داخلها. ونقل فهمي لسفير الاتحاد الاوروبي الأهمية البالغة لأن يتخذ الاتحاد الأوروبي مواقفه استناداً إلي حقائق الأوضاع علي الأرض في مصر خاصة الاعتداءات الإجرامية والإرهابية ضد المواطنين ومباني ومنشآت الدولة ودور العبادة والمستشفيات، وآخرها الحادث الإرهابي في رفح والذي راح ضحيته 25 من شهداء قوات الأمن. كما أكد فهمي مسئولية الحكومة عن ضمان أمن المواطنين والمنشآت والتصدي لكل من يحاول هز الدولة المصرية، مشدداً علي التزام الحكومة بخريطة الطريق والعمل علي سرعة تنفيذها وصولاً إلي بناء ديمقراطية حقيقية راسخة. أعلن السفير ناصيف حتي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية أن العربي أبلغ جيفري فيلتمان موقف الجامعة العربية من التطورات في مصر القائم علي ضرورة توفير كافة أنواع الدعم لخريطة المستقبل وإنجاحها وإتمام العملية الانتقالية في مصر. وأكد في تصريحات له عقب لقاء العربي وفيلتمان أمس- أن الجامعة العربية لا تتدخل في شأن أي دولة عربية إلا إذا طلب منها ذلك ودعينا له ، وقال: "نحن كجامعة عربية وفي إطار حرصنا علي الأوضاع في مصر أصدرنا بيانا يعبر عن دعمنا لخريطة المستقبل ومستعدون لمد يد العون لأي دولة عربية وتوفير ما يجب إذا ما طلبت السلطات الرسمية ذلك". وأشار في الوقت نفسه إلي أن تطورات الأوضاع في مصر لن يتم ادراجها علي الدورة الجديدة لمجلس الجامعة العربية علي المستوي الوزاري المقرر عقدها بداية شهر سبتمبر القادم بالقاهرة ، وقال: "أنه لا يتم إدراج أي بند جديد علي جدول الأعمال ومنها الأوضاع في مصر إلا بناء علي طلب إحدي الدول العربية وفق آلية العمل المتبعة في الجامعة العربية "، مؤكدا أنه حتي هذه اللحظة لا يتضمن جدول الأعمال أي شيء حول الوضع في مصر. أعلن جيفري فيلتمان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشئون السياسية أنه في مهمة رسمية في مصر بتكليف من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وأوضح ان مهمته تتمثل في الاستماع إلي المسئولين في مصر للتعرف علي حقيقة الأحداث الجارية ..جاء ذلك في تصريحات صحفية له عقب لقائه أمس مع الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية في اجتماع استغرق حوالي نصف ساعة. ورفض فبلتمان التعليق علي الأحداث الجارية في مصر ، وقال انه لايستطيع أن يتحدث عن الأوضاع في مصر وأن زيارته تهدف فقط للاستماع للمسئولين وتكوين رؤية وإعداد تقرير يقدمه للأمين العام للأمم المتحدة تبين نتائج زيارته وحقيقة الموقف في مصر ، مشددا علي أن كي مون مهتم بمعرفة حقيقة ما يجري في مصر. وأشار فيلتمان الي أن مناقشاته مع العربي تركزت حول الأوضاع في سوريا إلي جانب المباحثات الجارية حاليا بين الفلسطينيين والإسرائيليين في إطار عملية السلام والعلاقات الثنائية بين الأممالمتحدة والجامعة العربية والاجتماعات التي ستعقد علي هامش الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة.