مدينة العريش من اكثر المدن المتأثرة بالاحداث الجارية والعمليات الارهابية التي تقع علي ارض مصر الان.. فهي مدينة اصبح ليلها كنهارها.. دوي طلقات الرصاص واصوات قذائف ال" ار بي جي" لا تتوقف طوال ساعات الليل حتي الساعات الاولي من الصباح رغم فرض حظر التجوال لتضئ سماء المدينة رغم ليل الظلام الدامس. فمع بداية فرض حظر التجوال في الساعة السابعة مساء يختفي المواطنون من الطرق والشوارع الرئيسية والفرعية داخل وخارج المدينة نتيجة حالة الخوف والرعب التي لا تفارقهم فضلا عن الحزن الشديد علي ما تتعرض له البلاد من اعمال ارهاب وعنف وقتل وحرق ليخرج الارهابون من جحورهم وتبدأ مطاردتهم من قبل القوات المسلحة بالمناطق المتاخمة لمدينة العريش وامام المنشآت والمؤسسات الحكومية والشرطية التي يحاولون حرقها واتلافها. فقد شهدت مدينة العريش اول امس ليلة رعب نتيجة وقوع اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش والشرطة ومجموعات ارهابية مسلحة وانصار الرئيس المعزول امام منشآت ومصالح حكومية وشرطية بمناطق مختلفة واسفرت تلك الاشتباكات عن وقوع 6قتلي بينهم شرطيان واصابة مايقرب من 17 اخرين من المسلحين الارهابيين وضباط وافراد الشرطة.. وقد وقع تبادل لاطلاق النار بين افراد الامن بالمطافي ظهر أمس الأول ومتظاهرين، كما تمت محاولات لاقتحام قسم شرطة رمانة.. فيما شهدت المدينة ايضا عدة محاولات اقتحام لمنشآت عسكرية وشرطية من قبل الارهابيين علي فترات متقطعة طوال نهار وليلة امس، حيث وقع تبادل اطلاق نار بين افراد الأمن والعناصر المسلحة علي مبني قسم ثان العريش والنيابة العسكرية بالعريش وقسم أول العريش وقسم ثالث العريش علي فترات متقطعة. »الاخبار« قامت بجولة بشوارع المدينة لرصد الحالة الامنية والمنشآت والمصالح الحكومية التي تعرضت للحرق والاتلاف، في البداية انتقلنا الي مقر استراحة محافظ شمال سيناء بوسط المدينة حيث تبين احتراق الاستراحة المكونة من طابقين بالكامل بعد ان اتت عليها النيران نتيجة قذائف ال" ار بي جي" كما احترقت سيارة مدرعة تابعة للشرطة موجودة داخل الاستراحة لتأمينها، كما احترق بالكامل مبني الاطفاء الملاصق لمبني الاستراحة بالكامل واحترقت اكثر من 7سيارات اطفاء وسيارتي شرطة ومايقرب من 3 مدرعات تابعة للقوات المسلحة وقد تسببت الانفجارات الشديدة نتيجة قذائف الار بي جي التي كان يطلقها الارهابيون من اعلي المباني المطلة لموقع الاحداث في اتلاف بعض المحلات التجارية الواقعة امام المبنيين. وقال عدد من السكان ل" الاخبار" ان ليلة اول امس كانت من اصعب الليالي التي مرت عليهم ووصفوا المشهد بانه كان بمثابة معركة كبيرة بين قوات الشرطة والجيش وبين هؤلاء المسلحين حيث كان رجال القوات المسلحة يقومون بتأمين تلك المنشآت وفوجئوا بوابل من الرصاص الحي من اسلحة آلية و»ار بي جي« تتماطر عليهم من قبل انصار الاخوان المسلمين الذي كانوا يشاركون في مسيرة تجوب شوارع المدينة فقامت القوات الامنية بالرد عليهم واستمرت المعركة لاكثر من 5 ساعات متواصلة نتج عنها وقوع 4 من انصار المعزول. وشرح عدد من شهود العيان كيفية وقوع الاحداث وقالوا ان مسلحين يرتدون اقنعة سوداء يستقلون سيارات تايلاندي حاملين اسلحة ثقيلة دخلوا مدينة العريش ليلة امس وتم استهداف المنشآت الحكومية والمقار الامنية حيث تم اطلاق اكثر من 15 قذيفة ار بي جي علي مبني المطافي والدفاع المدني واستراحة المحافظ واستراحة رئيس المدينة .. فيما قام مجهولون بسرقة محتويات مبني شركة توزيع الكهرباء وتحطيم محتويات المكاتب مستغلين حالة الفوضي التي كانت تعيشها المدينة وقت الاشتباكات. واكد مصدر امني ل" الاخبار" ان مجندي شرطة اصيبا اثر اطلاق قذيفه »ار بي جي« علي مبني الدفاع المدني واضاف ان احد المجندين يدعي محمد حسن اصيب بشظية واخر يدعي محمد احمد وقد اصيب بعد انهيار حائط عليه اثر قذيفة »ار بي جي« اطلقت علي مبني الدفاع المدني كما تعرضت مدرعتا شرطة كانتا تقف امام مبني المطاف.. فيما استشهد مجندان خلال الاشتباكات التي وقعت امام قسم شرطة رمانة وقد تمكنت قوات الجيش باستلام مبني القسم بعد خروج افراد الشرطة والضباط من القسم . وفي حادث مؤسف استهدف مجهولون مسلحون شرطيا يدعي محمود محمد عبد الرحمن اثناء توجهه لعمله.
