ما حدث في جامع الفتح يجسد طبيعة الحرب التي نخوضها الآن ضد إرهاب وحشي تمارسه جماعة ارهابية هي جزء من تنظيم دولي غررت عدة آلاف من المواطنين، وذلك في اطار مخطط امريكي لفرض الهيمنة الكاملة علي منطقتنا بعد نشر الفوضي فيها واعادة تقسيمها واخضاعها لحكم فاشي مستبد يخفي فاشيته واستبداده بالدين.. وهي حرب أشد شراسة من حرب اكتوبر لأنها لا تتعلق بمصير مساحة عزيزة علينا من ارضنا وانما بمصير وطننا كله وشعبنا. فبعد ساعات طويلة ومريرة من القتل والتدمير والتخريب والحرق في احدي المناطق الحيوية والمهمة في القاهرة، وهي منطقة ميدان رمسيس، احتمي من ارتكبوا هذه الجرائم البشعة بمسجد الفتح، بعد ان اتخذوا من نساء واطفال وشباب ومنهم المصابون رهائن لحمايتهم من المحاسبة علي جرائمهم البشعة. ومن داخل المسجد الذي دنسوه بأيديهم الملوثة بالدماء قبل احذيتهم اطلقوا الرصاص من الاسلحة التي حملوها معهم وهاجموا قوات الشرطة والجيش التي كانت توفر حماية لهم من غضب اهالي المنطقة بمقاعد وألواح الخشب وقطع الزجاج المكسور والبلاط الذي نزعوه من ارضية المسجد.. ومع ذلك انطلقوا من داخل المسجد يروجون الاكاذيب عبر قناتهم الملاكي »الجزيرة« لأنهم رتبوا لتكرار ذات الجرائم في اليوم التالي تنفيذا لتوجيهات قيادة جماعتهم. وهكذا.. الاخوان يمارسون ارهابا واسعا ضدنا ثم يخرجون ببيانات يدعون فيها انهم متمسكون بالسلمية وانهم ضحايا اعتداءات يتعرضون لها لانهم- يا عيني- يتمسكون بالديمقراطية!.. ويساعدهم في ذلك انهم يجدون من يروج لهم اكاذيبهم.. مثلما اعلن المرشد العام لجماعة الاخوان الارهابية النفير العام لشن الحرب علي الشعب والجيش اعلن الرئيس الامريكي هو الآخر النفير العام ضد مصر. في البداية حرضت واشنطن عددا من الدول الافريقية علي تجميد مشاركة مصر في انشطة الاتحاد الافريقي، بدعوي ان الاطاحة بمرسي تمت من خلال انقلاب عسكري وليس ثورة شعبية.. ثم كثف الامريكان مع الاتحاد الاوروبي ضغوطهم علينا لانقاذ جماعة الاخوان وحماية قادتها بتوفير خروج آمن لها، والمحافظة علي دورها لتمكينها من العودة الي الحكم مرة اخري خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقرر ان تجري في غضون بضعة شهور.. وطوال الوقت ظل الامريكان حريصين علي التنسيق مع قيادة هذه الجماعة الارهابية وبشكل سافر حتي تتناغم اعمال العنف التي تقوم بها مع هذه الضغوط من اجل تحقيق اهدافها المرجوة امريكيا! وعندما فشلت هذه الضغوط الامريكية والاوروبية علي صخرة صلابة قيادة قواتنا المسلحة المدعومة شعبيا، انطلقت واشنطن في تنفيذ الخطوات التالية في تلك الحرب، عندما دفعت فرنسا لدعوة مجلس الامن للاجتماع لبحث ما يحدث في مصر، ايذانا لتنفيذ ذات المخطط المعروف والسابق استخدامه ضد العراق وسوريا لتمكين امريكا من التدخل العسكري في مصر.. ومهد لذلك استقالة البرادعي وسبقه الغاء مناورات النجم الساطع، وتهديد عدد من الحكومات الاوروبية بتجميد التعاون الاقتصادي مع مصر. غير ان هذه الخطوة الجديدة سيكون مآلها الفشل مثلما اخفقت ضغوط الخروج الآمن للاخوان.. فهناك دعم روسي وصيني قوي للثورة المصرية، وهناك ايضا رفض سعودي قوي واماراتي للتدخل الاجنبي والدولي في شئون مصر الداخلية.. وقبل ذلك كله هناك صلابة قوية لقيادة القوات المسلحة، وايضا وهذا هو المهم هناك رفض شعبي واسع لتلك الجماعة الارهابية التي تريد ان تحكمنا رغما عنا او تحرقنا، لذلك.. سوف نحقق النصر بإذن الله في حربنا الجديدة.