كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ومهندسة الفوضي الخلاقة في الشرق الأوسط أصابتها حالة من الهلوسة والإحباط.. قالت إن إزاحة مرسي عن الحكم في مصر يوم أسود.. وطالبت بعودته للحكم.. ووجهت الكثير من الانتقادات لثورة الشعب في 03 يونيه وللجيش المصري.. رايس لم تقل لماذا يوم أسود.. واهمة أن من يقرأ أو يسمع سيتخيل أنه يوم أسود في التاريخ أو للديمقراطية أو غيرها من الأسباب التي »يطنطن« بها الأمريكان للترويج المعلن عن أهدافهم الحقيقية. ولكن الحقيقة أنه يوم أسود للأمريكان عامة ولكونداليزا رايس خاصة.. ففي هذا اليوم قضي المصريون نهائيا علي الطموحات الأمريكية في المنطقة، وحطموا أحلام نظرية رايس التي أطلقتها عام 5002 بإعادة الصياغة السياسية والجغرافية للمنطقة، في إطار ما أطلقت عليه الشرق الأوسط الجديد والكبير، هذه المخططات أعتمد الأمريكان فيها علي بزوغ الصناعة الأمريكية الجديدة لأنظمة حكم بقيادة التيارات الدينية المتطرفة وجماعة الإخوان تحديدا.. سقوط الإخوان في مصر، وما سوف يستتبعه من سقوطهم في تونس وليبيا وإفشال مخططهم في سوريا، أصاب الأمريكان بحالة هلع لم يفيقوا منها بعد أن ضاعت كل جهودهم لصناعة الإخوان وفشلت كل مخططات تفتيت المنطقة وتقسيمها الي دويلات تدور في الفلك الأمريكي وملتزمة بكل التعهدات والمواثيق للحفاظ علي أمن اسرائيل، بل ووجودها القوي المهيمن علي منطقة الشرق الأوسط. أما تصريحات جون ماكين ومطالبته للكونجرس بقطع المساعدات عن مصر.. فهي لا تدل إلا علي الدرس القاسي الذي استمع إليه في القاهرة.. ورغم ذلك نتمني أن يفعلوها.؟!