علي الرغم من العمليات الارهابية المسلحة التي تشهدها محافظة شمال سيناء والفترة الحرجة التي تمر بها بسبب قيام مجموعة من المسلحين بتنفيذ عدد من الهجمات التي استهدفت افراد الامن من جنود الجيش والامن المركزي والمدنيين وأصابت كل من يسمع كلمة سيناء أو "أرض الفيروز" بالفزع والخوف جراء هذه العمليات الا أن أهالي محافظة شمال سيناء رجالا ونساء.. شبابا وأطفالا أصروا علي تحدي هذه العمليات التي تبطش بحياة كل من يكون حظه قريبا منها لحظة وقوعها.. أصروا علي مواجهة قذائف "الار..بي..جي"بالافراح والغناء واللعب غير عابئين بما يدور حولهم. لا يهمهم سوي مشاركة القوات المسلحة والشرطة في التصدي لكل أشكال الارهاب وتوصيل رسالة للعالم أجمع بأن "أرض الفيروز" قادرة علي استعادة أمنها بشعبها وجيشها وشرطتها وكأنهم رفعوا شعار"لا لقتل الابرياء". فالحياة تسير في تحد لكل ما يدور من احداث بعد ان تعود المواطنون علي صوت الرصاص والتفجيرات بصفة يومية خاصة ليلا . الاهالي ضربوا بكل تهديدات الارهابيين عرض الحائط.. اتخذوا قرارا علي أن يقيموا ليلة العمر بين قذائف"الار..بي..جي" والصواريخ التي يتم أطلاقها بشكل عشوائي أقاموا أفراحهم واداروا أغانيهم وأناشيدهم التي كسرت سكون الليل ابتهاجا بالعيد السعيد الذي لم تستطع الاحداث أن تقضي علي فرحتهم به. ينتمون الي اعرق العائلات في سيناء عائلة الكاشف وسط حضور الحاج سلمي قويدر جد العروسين. أقاموا ليلتهم في أحد الفنادق المطلة علي البحر حضرها مئات من الاهل والاصحاب ألقوا خلف ظهورهم كل تهديد ووعيد غنوا ورقصوا واكد العروسان انهما ضد اي عمليات ارهابية وانهما اقاما ليلتهما في أيام العيد المباركة غير مكترثين بالارهاب ولا بما يشكله من تهديد علي الارواح. فهي سنة الحياة ان تتواصل الاجيال ويرزقون بالبنات والبنين كما قال جد العريس. ولم تنقطع الليالي في مدن المحافظة خاصة مدينة العريش العاصمة ولم تخل شوارع سيناء منها "فالديجيهات" ومكبرات الصوت منتشرة في كل مكان ..الاناشيد والاغاني يعلو صوتها جعلت المارة وسكان البيوت يتحدون في الرقص والغناء ..الاطفال تجمعوا حول مكبرات الصوت وتغنوا مع الاغاني..تلاحمت جميع الاصوات للشباب والاطفال..للرجال والنساء لترفض جميعها العمليات الارهابية التي تريد أن تقضي علي حياتهم وتطلعاتهم ومستقبلهم..المقاهي والكافتيريات امتلأت باعداد كبيرة من الشباب والرجال والفتيات مع اسرهن مع انتهاء الخيط الابيض وبداية الخيط الاسود وحتي منتصف الليل.. الشوارع والميادين أصابها الشلل المروري بسبب الازدحام.. الاسر خرجت للاستمتاع بأيام العيد.. وأطفالهم تجمعوا حول الباعة الجائلين وخاصة بائعي "البنادق والمسدسات" صاحبة الليزر الاحمر وكأن الاطفال يشعرون بما يحاصرهم من تهديد ارهابي مسلح.. يريدون أن يحملوا البنادق ويطلقوا أصوات الطلقات في الهواء وكأنهم يصوبونها في وجه الارهابيين الذين أرادوا أن يغتالوا حياتهم.