ارسل لي الصديق سمير خوري علي بريدي الاليكتروني قصة بعنوان " الاسرائيلي والعصفور "، لا ادري ان كانت القصة من بنات افكاره ام انها مرسلة له من شخص آخر فأعاد ارسالها لي ضمن مجموعة الاصدقاء المسجلين لديه، ومعرفة مصدر القصة ضروري لكي نرد حق الابتكار لصاحبه، المهم ان القصة المتخيلة تدور احداثها المتخيلة ايضا حول عصفور جميل الالوان يغرد فوق شجرة في موعد محدد كل صباح بصوت يتسم بالعذوبة والرقة والرومانسية، فتطرب له اذن السامع وتنتشي بتلك الانغام الساحرة التي ينوع فيها كل يوم، وقد مر علي هذا العصفور عدة اشخاص من جنسيات مختلفة، اذ وقف الفرنسي يغني مع العصفور مقلدا صوته، بينما رقص الاسباني علي انغام العصفور، اما الايطالي فقد اخرج الوانه وفرش اوراقه ليرسم لوحة رائعة للعصفور، وفوجيء الجميع بالهندي وهو ينحني في قداسة امام العصفور، أما الصيني فسال لعابه وكأنه يتلذذ بطعم العصفور، الانجليزي اخرج بندقيته استعدادا لتصويب طلقاته لقنص العصفور الذي طار قبل ان يلحق به الاذي، وعندما جاء الياباني نظر العصفور وذهب ليصنع عصفورا الكترونيا يماثله في الشكل والحجم ويردد نفس نغماته آليا. وعندما جاء الامريكي قرر ان يصنع فيلما يتضمن حياة هذا العصفور وعلاقته بجميع الاشخاص الذين مروا عليه وسمعوا ألحانه العذبة، اما المصري فبادر بلطش احداث الفيلم الامريكي والاتيان بممثل واحد لتجسيد دور العصفور وادوار جميع الشخصيات التي مرت عليه بشكل كوميدي، اما السوري فقرر ان ينتج مسلسلا عن العصفور يتضمن قصة أجداده بوضع إسقاطات تاريخية وسياسية علي حياة هذا العصفور العربي تاريخ نضاله القومي وكيف انه كان يقف علي باب الحارة قبل ان ينتقل علي الشجرة وكان له دور في محاربة الاحتلال، اما السوداني فقد طرب لصوت العصفور ونام اسفل الشجرة، وجاء الاسرائيلي يجهش بالبكاء وهو يدعي ملكية هذا العصفور، مؤكدا انه من نسل هدهد سليمان عليه السلام، واخذ يطالب جميع الأشخاص الذين مروا علي هذا العصفور بدفع ثمن مشاهدته، وثمن التمتع بجمال صوته، وقد طالب الصيني بتعويض لانه ابدي حركات تنم عن تلذذه بلحم العصفور في حال وقع بين يديه، وبالمثل طالب الانجليزي بتعويض آخر لأنه اطلق النار علي العصفور وكان يريد قنصه، وامتدت مطالباته للأمريكي مؤكدا حقه في الحصول علي نسبة من ارباح فيلم العصفور، وفعل نفس الامر مع المصري، وطالب بمحاسبة السوري لأنه انتج مسلسلا شوه فيه تاريخ العصفور الاسرائيلي، واعتبر ذلك نوعا من الارهاب الواقع علي صفحات التاريخ، اما السوداني فقد تركه يغط في نومه تحت الشجرة لكي لا يلتفت إلي المؤامرات التي تحاك ضد السودان! القصة رغم بساطتها في الحبكة والفكرة إلا انها تحمل اسقاطات سياسية في قالب من الكوميديا السوداء، فالعصفور مخلوق من مخلوقات الله، لايملكه احد وصوته منفعة تشجي كل الناس، لكن السالب للأرض والحق والتاريخ هل يستعصي عليه الادعاء بملكية عصفور الله الحر الطليق، ومصادرة صوته، والمتاجرة به؟! [email protected]