الشىخ سلمان صباح السالم »رأيت أوروبا في الكويت.. في السلطتين التنفيذية والتشريعية.. في الاقتصاد والعمارة والانضباط الأخلاقي.. وأيضا في حرص الحكومة علي راحة المواطن وحصوله علي حقوقه كاملة.. واللافت للأنظار هناك هو ذلك الاندفاع بإصرار علي النهوض ببرامج التنمية بهدف تأمين مستقبل أفضل للأجيال القادمة« زرت الشقيقة الكويت لأول مرة منذ أيام لتغطية انتخابات مجلس الأمة الكويتي.. ما شهدته وتأكدت منه يفوق بكثير ما كان يختزنه خيالي قبل الزيارة.. وعندما بحثت وفتشت وجدت ان ما تعيشه هذه الدولة الشقيقة من نهضة واستقرار يعود إلي حكمة رأس الحكم في البلاد صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت.. فهو الحريص دائما علي القيام بجولات تفقدية لمختلف البلاد من أجل الوقوف علي نبض الشارع الكويتي ومعرفة احتياجات وطموحات مواطنيه.. وهو الذي قال: »سنظل علي العهد في المحافظة علي نظامنا الديمقراطي وعلي دستورنا وقيمنا الموروثة، وعلي تكريس دولة القانون واحترام القضاء وتطبيق القانون بكل حزم علي الجميع، وهي ركائز نتمسك بها ولا نحيد عنها«. ديمقراطية علي الأرض وزير الإعلام الكويتي الشيخ سلمان صباح السالم الصباح قال في لقائه بالإعلاميين العرب والأجانب ان الحكومة وفرت جميع التسهيلات اللازمة لتيسير الانتخابات البرلمانية.. وأشار قبيل عملية الاقتراع أن الحكومة تقف علي مسافة واحدة من جميع المرشحين، وأنها تترجم ذلك عمليا بهدف الشفافية والحفاظ علي الديمقراطية في الكويت. لكن هل كان للواقع نصيب من كلام الوزير؟ - نعم.. أستطيع التأكيد من خلال زياراتي الميدانية للجان الاقتراع أثناء مرحلتي التصويت والفرز، علي أن الكويتيين من حقهم الفخر بديمقراطيتهم والتي يشار إليها بالبنان في المنطقة العربية بأسرها.. فالانتخابات من البداية وحتي النهاية سارت في طريقها المضاء بإرشادات وعلامات القانون والدستور.. الدعاية الانتخابية التزم القائمون عليها بقانون الانتخابات وبأخلاق وقيم المجتمع.. والصمت الانتخابي تم تطبيقه في اليوم السابق للاقتراع.. وبالنسبة للناخبين فلم يتعرضوا لأي ضغوط أو استقطاب لصالح فصيل من المرشحين.. بمعني أنهم كانوا أحرارا في تصويتهم وكانت لهم الحرية متاحة لاختيار من يرونه الأفضل في التعبير عن طموحاتهم.. وتأتي عملية الفرز لتكمل المسار الديمقراطي في الكويت.. فالانتخابات التي حظيت بمتابعة ورقابة إقليمية ودولية وقد عكست الصناديق رؤية ورغبة الناخب الكويتي.. فالقضاه ووكلاء النيابة كان لهم الانتشار في مقار التصويت علي مستوي 5 دوائر انتخابية ووكلاء المرشحين حضروا وتواجدوا داخل اللجان وسط ترحيب رجال القضاء.. وعند إعلان النتيجة بفوز 50 عضوا بعضوية البرلمان من ال318 المرشحين لم يظهر من يدعي التزوير.. الجميع تقبل النتيجة ناجحون وراسبون.. ولاشك انهم في ذلك اقتدوا بالحكومة التي لا تغضب من المعارضة وتتقبل نقدها بصدر رحب بما يعكس الاحساس بالمنافسة بين طرفين لتقديم الأفضل للوطن. اليوم وغدا قوة عملة أي بلد بين العملات الأخري مؤشر لمستوي اقتصاد هذا البلد.. وحالة الكويت تؤكد قوة دينارها كدليل علي متانة اقتصادها والاطمئنان إلي سيره في الاتجاه الصحيح.. يضاف إلي ذلك حرص الجهات المسئولة علي استمرار تواجد أعلي مستويات الإدارة من أجل الحفاظ علي سلامة الاقتصاد وتجنب تعرضه لضربات شمس موجعة كما حدث في بعض البلدان.. ومازال يحدث.. هذه المستويات الإدارية المتميزة يقابل أداؤها حزمة من الحوافز والمكافآت تشجعها علي التواصل مع آليات الانتاج وبالتالي حدوث الدوران السريع لعجلة التنمية بما يعني ضمان الرخاء اليوم وتأمين غد الأجيال القادمة. لقد استثمرت الكويت كفاءة برامج العمل والانتاج وقوة اقتصادها الاستثمار الأمثل.. فأسست منظومة صحية متكاملة تحظي بكل التخصصات الطبية وتقدم الرعاية الصحية بامتياز لجميع المواطنين.. كما أقامت نظاما تعليميا يرقي إلي مستوي العالمية.. نظاما تعليميا يهتم بالمضمون قبل الشكل، يحظي بالامكانيات اللازمة، فضلا عن تجنبه للحفظ والتلقين واعتماده علي التفكير والابداع.. كما حافظت الكويت في نفس الوقت علي الموروث الحضاري وفي نفس الوقت أطلت من نافذة الحاضر علي مجريات الثقافة العالمية فنهلت منها ما يناسبها ويتفق مع مخزون ماضيها حتي تجمع بين الأصالة والمعاصرة. انضباط التخطيط المعماري في الكويت ينال اعجاب وارتياح الناظرين والزائرين فالمباني ليست كتلا صماء من الطوب والحديد والأسمنت.. التصميم الهندسي الرائع أعطاها مقومات وأدوات التواصل مع الإنسان.. جعل مظهرها مبهرا وجوهرها مبصرا.. أما الفراغات المحيطة بها فكأنها تحتفل بها.. عبارة عن مساحات واسعة تفصل بين شارع وآخر ويريح اتساعها العين والنفس.. وهي في العادة لا تخلو من أماكن لانتظار السيارات وحدائق عامة يستفيد بها الجميع من السكان. أما حالة المرور في شوارع الكويت فعنوانها الانضباط.. فهي تشهد سيولة مرورة ملحوظة.. وتدار بإشارات إلكترونية ولا مجال للمخالفات هناك لأن القانون حاسم ورادع ويجري تطبيقه وتنفيذه علي الكبير قبل الصغير. الخير للجميع خيرات الكويت ليست لفئة أو لفئات دون الأخري.. إنما للجميع وهذا ما يعكس الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في أروع صورها.. ولعل ما يلفت الانتباه في هذا الصدد هو حرص الحكومة علي استمرار دعم آليات الاقتصاد وانتعاش الاستثمار بهدف توفير اللازم من فرص العمل في مختلف المجالات.. أما فيما يتعلق بقطاع الشباب فإن الحكومة توليه اهتماما بالغا وذلك باعتبار ان الشباب هم أمل المستقبل.. وبالتالي فإن الشاب الكويتي يلقي دعم الحكومة في الحصول علي المسكن والعمل والمشروع الاستثماري الذي يريده.. وهي توفر جميع الحوافز والتسهيلات للشباب في هذا الصدد.. وبذلك يمكن القول ان حكومة الكويت تعمل للحاضر والمستقبل في وقت واحد.
