بالتأكيد دور الدولة غائب وسط خطاب التحريض المتنامي في العديد من وسائل اعلامنا ..خطاب يكاد ان يكون دعوة علانية للقيام بفعل مباشر للإضرار بمجموعات بعينها خطابات تناست مهمتها الاعلامية في حفظ السلم الاجتماعي والعمل علي الوئام المجتمعي .. خطابات وصلت إلي حد الكراهية وسط مرحلة انتقالية هشة تتقبل كل خطابات التنابز.. خطابات تكاد تكون محاكاة لخطابات المنصات الجماهيرية بمياديننا الكبري. ووسط دور غائب لجهة منوط بها ضبط الخطاب الاعلامي وتنقيته من خطابات الكراهية والتحريض بل وتدريب الاعلاميين علي التمييز بين خطابات التحريض والعنف والخطاب الاعلامي الناقد دون تحريض أو تجييش الجمهور ضد فصيل من الفصائل..بات البعض يري هذه الخطابات من باب حرية التعبير ولا يري دورا للدولة لمواجهة مثل هذا اللون من الخطاب الذي تنوع مابين الكراهية العنصرية والكراهية الدينية وليست السياسية فقط. ومع اسف وصل خطاب الكراهية والتحريض الفاقد لكل حس اجتماعي إلي مواقع التواصل الاجتماعي وفي اعنف صوره وأضرها بالسلم الاجتماعي و لا أدري كيف يمكن ضبطه مع العلم انه منتج لكثير من العنف والتباعد الاجتماعي بين اطياف الأمة ! فهل يمكن للدولة الغائبة القيام بأي دور لمواجهة الفاعل المحرض خاصة اننا نعيش وسط جرائم عنف متنامي المشهد ووسط مشهد اعلامي يحتاج إلي ضبط ذاتي وكثير من المراجعات ولو من جهاز ينظم ويراقب ويبعدنا عن الخطاب التصفوي ويبصرنا بخواتيم خطاب الكراهية الاعلامية الزاعق في صحفنا وفضائياتنا.