بينما كان أصحاب مدابغ الجلود في مصر القديمة علي موعد مع جلود الاضاحي، التي كانت تمثل لهم حصيلة مهمة تساعد علي رواج صنعتهم، جاء العيد هذا العام علي غير ما اشتهت انفسهم، حيث لم تتجاوز الكمية التي تحصلوا عليها خمس ما اعتادوا عليه كل عام. احد العاملين بالمدابغ ابراهيم فهمي الشهير ب »شحتة« والذي كان يقوم بمعالجة احد الجلود مستخدما الملح.. اكد ان الاعتماد هذا العام علي جلود الماعز الاقل سعرا حيث ان مجال استخداماته محدودة، اما جلود البقر فهي الاغلي سعرا لدخولها في صناعة الاحذية، وهذه الجلود لم تعد تصلهم. الحاج جمال أحمد يعد أقدم أصحاب الورش اكد ان مهنة الدباغة بدأت في الانقراض والسبب الاستيراد مؤكدا ان المستوردين يشترون الجلود البلدية بأسعار عالية ولا نستطيع مجاراتهم. ويشتري هؤلاء المستوردون الجلود الممتازة التي تدخل في الصناعات الجلدية مثل الاحذية ويتكون جلود الماعز والجمل للورش المحلية الصغيرة.. وهذه الجلود التي يتركونها لنا سوقها محدود جدا لا يقارن بجلود البقر والجاموس التي تستخدم في صناعة الاحذية. علي الجانب الآخر من المدابغ ورشتان تعملان علي كميات كبيرة من الجلود وهو مشهد ملفت في ظل حالة الركود التي تعيشها المدابغ. احداها كان يعمل بها الحاج حسين مشمش الذي كانت ابتسامته تملأ وجهه بينما كان يمارس عملية شد الجلد بعد تجفيفه. سألناه عن مصدر هذه الجلود الكثيرة التي يعمل عليها فأجاب انها جلود جمال ولا يحتاجها المصدرون ولذلك تركوها لنا »!«. اما الورشة الاخري فكانت المفاجأة ان الجلود التي يعملون عليها مستوردة من السودان، اي ان مصدرينا يصدرون جلودنا للخارج، وورشنا المحلية تستورد من الخارج.. ويقول كرم جابر كبير صنايعية هذه الورشة: هذه الجلود نستوردها من السودان لتعويض نقص الجلود بالسوق المحلي بسبب استحواذ المصدرين ولكن هذه الجلود لا تقارن بالمحلية من حيث الجودة. ويضيف كرم: لسنا ضد التصدير، ولكن نحن ضد تصدير الجلود خام لان هذا يحرمنا نحن من العمل. واشار كرم الي ورشة اغلقت ابوابها، وقال من يصدق رؤية هذا المشهد خلال موسم عيد الاضحي.