لم يكن يخطر علي بال قادة جماعة الإخوان، بعد كل ما قاموا به من أخونة، وهيمنة، وسيطرة علي كل مفاصل الدولة، أن شعب مصر الذي شغلوه بالوقوف في طوابير العيش، والبوتاجاز، والسولار، والبنزين، قادر علي الإطاحة بهم، وبكل جبروتهم، في يوم واحد.. بل في ساعة واحدة!! ولم تكن الإدارة الأمريكية، تتصور أن شعب مصر المستكين، المغلوب علي أمره، يمكن أن يهب فجأة، وينسف الإستراتيجية التي رسمها خبراؤها الأفذاذ، لتمزيق منطقة الشرق الأوسط إلي دويلات خاضعة منهكة، خاصة بعد النجاح المذهل الذي حققته تلك الإستراتيجية في افغانستان، والعراق، وتونس، وليبيا، واليمن، وسوريا.. وأنها انخدعت في تقدير قوة جماعة الإخوان، وصدقتها عندما وعدتها بتقديم مصر اليها علي طبق من ذهب.. ولم تكن تعرف انهم علي هذه الدرجة من الضعف والهشاشة وعدم القدرة علي الصمود في مواجهة الملايين الغاضبة التي خرجت في اليوم الثلاثين من يونيو وينهارون أمامها، وتختفي قياداتهم في الجحور!! المفاجأة كانت شديدة القسوة علي الجماعة والولايات المتحدة معا.. ولذلك كانت ردود الأفعال في البيت الأبيض، ودوائر صنع القرار الأمريكي متباينة ومرتبكة.. ولذلك ايضا سيطر الذهول والاحساس بالضياع علي قادة الجامعة، وانفرط عقدهم، وراح كل منهم يهرتق منفردا، قبل أن يلملموا انفسهم مرة أخري، ويبعثروا الفلوس بالهبل علي البلطجية والإنتهازيين في بعض المحافظات والمرتزقة الذين جاءوا الي مصر من غزة، والشيشان، والعراق، وسوريا.. وهم يتوهمون انهم قادرون بذلك علي استعادة عرش مصر مرة أخري.. ولكن هيهات!! المعركة لم تنته بعد بالنسبة للويلاات المتحدة رغم البيانات والتصريحات المعسولة التي خرجت في الأيام الأخيرة من الخارجية الامريكية، والبيت الأبيض ايضا و»المدام« باترسون لاتزال تتصور أن في وسعها إعادة مرسي وجماعته مرة أخري من باب خلفي.. وهذا الباب الخلفي هو حزب النور السلفي، الذي عقدت مع قيادييه اجتماعا سريا في الاسكندرية استمر ثلاث ساعات، خرج بعده هؤلاء القياديون يطالبون بالمصالحة مع الجماعة ويادار ما دخلك شر!!! وللحديث بقية..