يارب .. قلتها بملء فمي حين قرأت ان اذكي رجل في العالم تمكن من حل لغز او احجية »بونكير« وهي واحدة من اعقد المسائل الرياضية التي عجز فطاحل علماء الرياضات عن فك طلاسمها علي مدي 001 عام حتي جاء الروسي جريجوري فيلدمان الاسبوع الماضي وحلها. الحمد الله لم الهج بها بالطبع لحل هذه المسألة الرياضية المعقدة، المهم حمدت الله لان حل هذه الاحجية او هذه اللغز جاء تقريبا في وقت انعقاد القمة العربية الاخيرة في سرت، فقلت لعله »فأل حلو« وربما يستطيع العرب حل احجية القضية الفلسطينية التي تتلخص اركان معادلاتها في: ان كنت لاتستطيع الحرب فهل يمكنك تحقيق السلام؟ وهل يمكن ان تصل بالمفاوضات إلي حل أليس الخرائط علي مائدة المفاوضات هي الترجمة الحقيقية لعوامل الضعف او القوة علي الارض. وما ان انتهت القمة حتي اوشكت ان الطم لولا انها عادة منهي عنها، فقد بقيت احجية القضية الفلسطينية كما هي دون حل، لتظل المعضلات الرياضية السبع المعقدة كما هي رغم حل مسألة بونكير. احد زملائي رآني مهموما بعد سماعي لقرارات القمة فقال: يأخي لاتخزن بعد مائة عام تم حل لعز بونكيروهو أحد اعقد سبع احاجي في العالم، فاذا كانت احجية القضية الفلسطينية مستمرة من 26 عاما »8491« فلدينا 83 عاما حتي يمكننا الوصول إلي حلها كما تم حل احجية بونكير، او يمكننا الاستعانة بصديق هوالروسي العبقري جريجوري بيرلمان الذي رفض جائزة قدرها مليون دولار مقابل حل مسألة او احجية بونكير وهي الجائزة التي يخصصها معهد كلاي الامريكي للرياضيات لاي عبقري يقوم بحل احد الاحاجي السبعة المعقدة ويمكن ان يتكفل العرب بدفع هذه المكافأة بدلا من كلاري. لماذا تظل القضية الفلسطينية لغزا او مسألة معقدة رغم انه بحسابات القوة البشرية والمالية وحتي العسكرية فإن العرب هم الافضل ولكن بحسابات الارادة والعقيدة والقدرة علي التنفيذ، فإن الامة العربية للاسف = زيرو. ففي كل قمة عربية يخرج البيان الختامي للقرارات ولا اروع ولا اقوي في مجال التحليل السياسي للوضع الراهن وهو ما يستطيعه اي باحث في اي مركز للدراسات السياسية اما صناع القرار العرب فدورهم ليس التنظير والتحليل ولكن اتخاذ القرارات القوية التي تغير الاوضاع علي الأرض ووضع آليات التنفيذ الفوري لهذه القرارات بعيدا عن ادبيات الشجب والادانة التي اضحكت علينا الامم. وانتظرت من القمة مثلا ان ترصد اموالا لشراء اراض من اليهود في القدسالشرقية، والمعروف ان اليهود يحبون المال حبا جما، فإذا عرضت عليهم اسعار مرتفعة لمتر الارض، اعتقد انهم سيتركونها، هذا بجانب العمل علي تثبيت الفلسطينيين المقيمين في البلدة القديمة وضواحيها الذين يتعرضون لاستفزازات يومية وعمليات هدم لبيوتهم، هؤلاء هم رأس الحربة في معركة القدس لو تركناهم نهبا للاطماع الصهيونية لضاع كل شيء. علينا ان نمعن التفكير في كل الوسائل التي يمكننا بها انقاذ القدس والاقصي ونمحو من حياتنا قصر النفس النضالي الذي اصيبت به الامة بعد انتصار اكتوبر المجيد، هناك وسائل كثيرة للحرب الناعمة، الحرب بلا صواريخ او قذائف ، واذا كان الفلسطينيون يشكون من ان اسرائيل ترفض دخول بضعة احجار او شيكارة اسمنت لترميم المسجدالاقصي، فلنضغط دبلوماسيا حتي يمكننا ذلك، فقط اضغطوا واستخدموا كل وسائل القوة الناعمة فهي قادرة علي هد جبال الصلف الاسرائيلي، لتكن لنا مستوطنات فلسطينية، وليكن البيت بالبيت والمستوطنة بالمستوطنة والبادي اظلم.