في الوقت الذي تسعي فيه لبنان للتخلص من النظام السياسي الطائفي، الذي جر عليها الكثير من المشاكل والحروب الأهلية منذ الاستقلال حتي الآن، نجد العراق يدخل بقوة إلي هذه الهوة التي لا يستطيع أحد أن يتنبأ بماذا ستؤدي إليه من مخاطر علي مستقبل العراق، عشرات الكتل والأحزاب والأعراق، دخلت إلي حلبة المنافسة السياسية، وهذا الأمر مع بلد ذي وضع سياسي مستقر وأمني جيد، لا غبار عليه من أجل نظام ديمقراطي معبر عن إرادة الشعب. أما في ظل ظروف العراق فإن الأمر يتطلب حكمة بالغة وتجردا كبيرا للعمل من أجل المصلحة العليا للعراق والحفاظ علي سيادته ووحدة أراضيه. أما الوضع الماثل الآن بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية، فإنه يدعو للقلق من الصراع الداخلي والتدخل الخارجي، خاصة في ظل حالة عدم الاستقرار الأمني التي تعيشها العراق. يؤكد هذا.. الهجوم الذي شنه رئيس القائمة العراقية إياد علاوي علي إيران منتقداً بحدة تدخلها في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، مستشهداً بزيارة الرئيس العراقي جلال طالباني ونائبه عادل عبدالمهدي إلي إيران بينما القمة العربية منعقدة في مدينة سرت الليبية ويرأس وفد العراق فيها وزير خارجيته، قال علاوي إن الزيارة كان هدفها التنسيق بين الكتل السياسية والعرقية لتشكيل الحكومة القادمة واستبعاد القائمة العراقية منها وفقاً لرغبة إيران. موضحاً أن التدخل الإيراني في جميع تفاصيل العراق أصبح واضحاً للكل، محذراً من أنه لا إيران ولا غيرها تستطيع أن تملي علي العراق إرادته. يأتي هذا فيما يؤكد التيار الصدري الذي يقيم زعيمه في إيران مقتدي الصدر أن كتلته تجري استفتاء بالمرور علي المنازل لاختيار اسم المرشح لرئاسة الوزارة، فهل هذا معقول. هل دخلت العراق بالفعل دوامة الصراع الطائفي علي المقاعد السياسية، وسط انجذاب البعض لإيران والآخرين لأمريكا وغيرهم للعرب والقومية العربية، التي غابوا عنها في القمة العربية، التي ناقشت قضيتهم كأهم القضايا العربية.. بل وطالب بعض المتحدثين فيها بالحوار مع إيران.. إيران التي لا تترك فرصة إلا وتدس أنفها في كل ما هو عربي!