فاجأني الشيخ زهران هذه المرة متسائلا.. وآخرتها؟! وماذا بعد هذه المليونيات المؤيدة والمعارضة؟ وماذا بعد هذا الشحن والشحن المضاد انتظارا لليوم الموعود والذي لا يعلم عاقبته إلا الله في ظل هذا التوتر المتزايد بين الفريقين حتي علي المستوي الرسمي بعد ان استنفرت وزارتا الداخلية والصحة استعدادا ل 03/6. فقد اصاب هذا الاستنفار والشحن علي المستوي الإعلامي والرسمي المواطنين المطحونين بين شقي الرحي بحالة من الهلع والرعب خوفا من المجهول الذي يصوره لهم الإعلام. ثم تابع الشيخ وكأنه قرأ التساؤل في عيني: لقد سقط الفريقان سقوطا مدويا.. فريق المعارضة الذي يتضح كل يوم ان عينه علي الكرسي فقط حتي ولو علي جثث المواطنين وحتي ولو احرقوا البلد وساعتها لن يجدوا كرسيا يجلسون عليه دون مراعاة للديمقراطية التي يتشدقون بها ولا الشرعية ولا الدستورية فقد قرأنا كثيرا في استطلاعات الرأي عن انخفاض شعبية بوش الابن وكلينتون وحتي اوباما ورغم ذلك لم يطالب احد هناك بعزل الرئيس وإدخال البلاد في حالة فوضي مدمرة.. أما الفريق الآخر وهو النظام الحاكم فقد استمرأ موقف الدفاع متخندقا بالشرعية فقط دون ان يأخذ خطوة واحدة يؤكد ويؤصل لهذه الشرعية برفع المعاناة عمن أعطوه هذه الشرعية، ولم يقدم شيئا تجاه ازالة الاحتقان في الشارع وتعريف الناس بالمعين الذي يعتبره مرجعيته والذي يقبل كل الاتجاهات تحت رايته حتي المخالفين له في العقيدة بل آراه ساهم وبدرجة كبيرة في زيادة رعب الناس من المشروع الاسلامي الذي لم يحمل الخير الي الناس، فلم ير المواطنون سوي الغلاء وزيادة الضرائب والاستغلال والاحتكار والازمات تلو الازمات، ولم يفلح في مواجهة الحملة الإعلامية المسعورة التي تشوه صورته ليل نهار لا بالاقوال ولا بالافعال وخسر بذلك ظهيره الشعبي. وتساءل الشيخ زهران في حسرة وألم كيف يقبل رئيس مصر كل هذا الكم الهائل من الاهانات والسخرية تحت مسمي التسامح دون أن يحرك ساكنا بالقانون؟! ليس أمام الفريقين إلا ابطال مفعول قنبلة 03/6 قبل أن تنفجر في وجوه الجميع ونتباكي علي وطن ضيعناه.