تواجه دائرة "عابدين" واحدة من أهم المعارك الانتخابية في تاريخها، ورغم ان الدائرة اشتهرت بالمعارك الساخنة، الا ان انتخابات 2010 تبدو مختلفة تماما، فالصراع بين المرشحين لا يقتصر فقط علي المنافسة الشخصية، وانما هي في جانب منها منافسة بين احزاب وقوي سياسية. اذ يتنافس علي مقعد العمال بالدائرة ستة مرشحين أبرزهم الشيخ رجب هلال حميدة مرشح حزب "الغد" علي مقعد العمال بالدائرة، ويعتمد "الشيخ رجب" علي رصيده الجماهيري كنائب عن الدائرة لعدة دورات برلمانية منذ عام 1990، فضلا عن علاقاته القوية بالكتل التصويتية بالدائرة، وبخاصة كتلة النوبيين التي تمثل ثقلا انتخابيا يعمل له جميع المرشحين بالدائرة الف حساب . وهناك أيضا المنافس القوي "محسن فوزي" مرشح الحزب الوطني بالدائرة، والذي يحظي بشعبية تؤهله لخوض معركة قوية، خاصة بعد الدعم القوي الذي تلقاه بترشيح الحزب الوطني له منفردا بالدائرة،. وهناك ايضا المرشح المستقل مصطفي انور، وهو من كوادر الحزب الوطني التنظيمية، والذي كسر الالتزام الحزبي وقرر خوض الانتخابات مستقلا، معتمدا علي اصوله النوبية. وتبدو المعركة علي مقعد الفئات أكثر احتداما وسخونة، فطلعت القواس مرشح الحزب الوطني، ونائب الدائرة في برلمان 2000 ? يعود بقوة لإستعادة مقعده البرلماني الذي فقده في انتخابات 2005 ? وهو يعتمد علي علاقاته القوية بأبناء الدائرة، وتواجده المستمر بينهم، وفي مواجهة القواس يقف منافسان يخوض كل منهما الانتخابات ولديه حسابات خاصة، أولهما نائب الدائرة الحالي جمال حنفي (ينتمي للجماعة المحظورة)، والذي استطاع الفوز بالمقعد في الانتخابات الماضية بفضل حصده لأصوات النوبيين، حيث أنه ينحدر من أصول نوبية، الا ان اتهامه بالتورط في قضية "نواب العلاج علي نفقة الدولة" نال كثيرا من حظوظه في المنافسة، لكنه ما يزال يراهن علي أمل الوصول الي جولة الاعادة، وساعتها سيكون للمعركة الانتخابية حسابات مختلفة. أما المرشح الذي يبدو منافسا قويا، ويتمتع بحضور بين أبناء الدائرة هو مرشح حزب "التجمع" حسين أشرف، والذي يراهن علي ان يكون "الحصان الأسود" في انتخابات 2010 اذ تؤكد المؤشرات اتجاه أصوات النوبيين لصالحه، لكن هذه الأصوات لن تكون كافية لحسم المنافسة.