قرارات وزير التربية والتعليم بإلغاء الشهادة الابتدائية والعمل بنظام أعمال السنة في الاعدادية ما هي إلا استمرار لنفس سياسة الوزارات السابقة في التخبط والعشوائية والتجريب منذ أيام فتحي سرور قرارات كلها خبط عشواء لانجني منها إلا العنت والمر وليس لها علاقة بإصلاح المنظومة التعليمية التي تعرضت لكم هائل من الفساد طوال العقود الماضية.. هذه القرارات دلالة واضحة علي عجز وفشل الوزارة في مواجهة مشاكل التعليم في مصر فإلغاء الشهادة الإبتدائية إن كان سيوفر للدولة بعض النفقات إلا أنه سيصل بالطالب الذي لا يستطيع أن يكتب اسمه إلي المرحلة الإعدادية بسهولة. أما القرار الآخر الخاص باعمال السنة في الشهادة الاعدادية فإنه تشجيع واضح وصريح علي الدروس الخصوصية واجبار ولي الأمر علي مدرس الفصل حتي يضمن أعمال السنة فكانت الحسنة الوحيدة في الشهادة أن يتخير ولي الأمر المدرس الكفء لابنه حتي يتحسن مستواه أما الآن فهو مجبر علي مدرس الفصل.. فعلاج مشكلة الغياب يحتاج إلي خطة تربوية تحبب الطلبة في المدرسة عن طريق إفادتهم وتنقية المناهج وجعلها مناسبة لكل مرحلة عمرية يا سيادة الوزير أعمال السنة في المناخ الحالي الذي لا يخفي علي أحد فرخة تبيض ذهبا لأغلب المدرسين حتي ولو كانوا غير أكفاء. يقول العقاد »الإصلاح كله عبث ما لم يبدأ بإصلاح العقول والأذواق« والطريق الوحيد لذلك هو التعليم والذي تعرض لأقسي أنواع الفساد والتخريب والذي تولي كبره المستر دنلوب مستشار وزارة المعارف لأنهم يعرفون جيداً كيف يجففون منابع العقول والنهضة، وتواصل خط الانحدار في التعليم حتي أصبحنا مسخة وخريجو الجامعات علي كل المستويات أكبر دليل علي هذا الانحدار فهل نسرع في العلاج؟!