هكذا بدأ الحال فى رملة بولاق رملة بولاق..منطقة عشوائية تتوسط القاهرة ..لا تعرف سببا لعشوائيتها ، فرغم موقعها المتميز من كورنيش النيل وقربها من منطقة وسط البلد وحدودها تشترك مع فنادق ومولات كبري الا ان أيادي التطوير لم تمتد اليها ، واصبحت مثل اقرانها من المناطق العشوائية التي تغرق في بحور الاهمال والفوضي والصرف غير الصحي والقمامة رملة بولاق التي تقع خلف أبراج النايل سيتي علي كورنيش تعاني من فقر لا يتخيله أحد علي الإطلاق.. ليس هناك سوي بيوت آيلة للسقوط وعشش يعيش بها اسر لم تذوق طعم الراحة ولا النوم خوفا من الثعابين والحشرات والكلاب الضالة .. حياة غير أدمية .. تتغذي معظم تلك العشش علي حنفية مياه عمومية فقط ولايوجد بها صرف صحي أو أي شكل من أشكال.. وعندما أخبرنا الاهالي بان هناك تطويرا ستشهده المنطقة ضربوا كفا بكف وقالوا " زهقنا من الكلام ده " احنا سمعنا عن التطوير ده مائة مرة ومفيش حاجة بتحصل كله كلام " حبر علي ورق " ووعود كذابة يقول ياسر محمد -30عاما - ويعمل بائعاً ومن أهالي المنطقة انه منذ ولادته وهو يسمع عن التطوير "ومفيش حاجة بتحصل" صيفا اننا نحلم بالتطوير ونحلم بان نعيش حياة كريمة. جمالات حسين احدي سكان الرملة تقول إن سكان الرملة يعانون مثل باقي المناطق العشوائية من الجهل والفقر، فأغلبهم من أصحاب الحرف البسيطة والفواعلية، يعني أرزاقية، يوم فيه وعشرة مافيش، كما أن أغلب سكان الرملة يعانون من أمراض مزمنة بسبب التهميش من جانب الحكومة وافتقادنا لأقل الخدمات الآدمية. أما هبة رجب إحدي سكان الرملة تقول: أنا عندي 4 أطفال في مراحل مختلفة من العمر، أسكن في بيت آيل للسقوط، تقدمنا بعدة طلبات لمحافظة القاهرة لترميم البيت، ولكن لم يستجب لنا أحد، وكأننا مش بني آدمين، يظهر إن حياتنا مش فارقة معاهم. وتشاركها المعاناة الحاجة سوسن رياض 63 عاما تحدثت لنا قائلة: أنا ساكنة هنا بمفردي بعد ما توفي زوجي منذ أكثر من 40 عاما، أعيش في حجرة من الخشب لا يوجد بها حمام ولا مياه ولا كهربا، ليس لي دخل ولا مورد رزق، عايشة علي الصدقة . وتقول ايه محمد إحدي سكان الرملة: أعيش هنا منذ 30 عاما أنا وزوجي وأولادي، إحنا عاوزين حقنا زي بقية البشر. وتقول رضوي عبد العزيز إحدي السكان إن عشش الرملة تقع خلف فندق نايل سيتي المملوك لنجيب ساويرس ومنذ 5 سنوات تقريبا فوجئنا بأن ساويرس يعرض علينا شراء منازلنا بأبخس الأسعار، لكننا رفضنا. وتضيف رضوي: إحنا هنفضل في بيوتنا لحد ما نموت حتي لو كلفنا الأمر حياتنا، وعلي الرغم من أننا نسكن بالقرب من كورنيش النيل وجيراننا من الأثرياء ونطل علي العديد من الأبراج الفخمة، إلا أننا نعاني من التهميش والتقصير في حقوقنا من جانب المسئولين، حيث إننا نفتقد لأبسط الخدمات ونقوم بتوصيل خرطوم من حنفية رئيسية لتمدنا باحتياجاتنا من المياه، وكل واحد ينتظر دوره في الطابور - حتي الصرف الصحي لا نملكه، مما يضطرنا بتصريف حالنا في صفائح، ومن هنا جاءت تسميتنا بعزبة الصفيح.