فاتن عبدالرازق استحق بجدارة أن يطلق عليه لعصور طويلة قلب مصر النابض وسلة غذائها.. ولم لا ومحافظات الصعيد تضم ثروات اقتصادية وموارد طبيعية وسياحية متميزة.. فهي تضم ثلث آثار مصر وقدمت للمصريين ولسنوات عديدة أجود أنواع القمح والقطن وقصب السكر.. كما يمتلك الصعيد من الخيرات التي لم تكتشف أو تستغل حتي الآن فضلا عن الموارد البشرية الهائلة.. لسنوات متعاقبة وخلال أنظمة مختلفة طال الاهمام والتهميش محافظات الصعيد حتي وصل الحال إلي ما هو عليه حاليا وأصبحت الصورة قاتمة جدا.. فالصعيد يضم أفقر 3 محافظات وهي بالترتيب سوهاج وأسيوط والمنيا.. والغريب أن الصعيد بكل امكانياته وثرواته المتميزة يعيش علي أرضه كما تؤكد الاحصائيات 60٪ من فقراء مصر وتصل نسبة البطالة بين سكانه إلي 25٪ ويشهد أكبر نسب للتسرب من التعليم وانخفاض مستوي الخدمات الصحية. كما يضم أكبر عدد من العشوائيات.. والأغرب أن مستوي دخل المواطن الفقير بالصعيد يبلغ 175 جنيها شهريا بينما متوسط دخل الفقير في محافظات الوجه البحري 250 جنيها!! حتي أصبحت محافظات الصعيد طاردة للقوي البشرية وشهدت البلاد مؤخرا هجرة اعداد كبيرة من أبناء الصعيد للعمل بالقاهرة والاسكندرية والسعي من أجل حياة أفضل مما أدي إلي مزيد من الكثافة السكانية والأعباء علي المدينتين.. رجاء أنقذوا قلب مصر الذي ينزف وأسرعوا بتنفيذ خطط التنمية التي يحتاجها بنفس روح الثورة ويكفي ما عاني منه الصعيد مصر.. ولنضع البرامج الاستثمارية قصيرة الاجل لتلبية احتياجات مواطنيه العاجلة والبرامج طويلة الاجل للتنمية المستدامة ويكفي ان الدراسات العالمية أكدت انه توجد في إحدي افقر محافظات الصيد وهي المنيا أفضل منطقة في العالم لزراعة نبات »الجوبا« الذي يستخدم في توليد الطاقة الحيوية التي يمكن أن تدر لمصر ثروات ضخمة تحقق الخير لكل المصريين ليعود الصعيد من جديد قلب مصر النابض.