عندما خرج »قيصر روسيا« فلاديمير بوتين، منذ ايام واعلن علي الملأ ان اعداد القتلي والمصابين والمعتقلين والمشردين من ابناء الشعب السوري فاقت مئات الالاف، وطالب المجتمع الدولي بسرعة التدخل لوقف المجازر البشعة، والكف عن تدمير المدن السورية بكل انواع الصواريخ، واسلحة الدمار الثقيلة دون تمييز.. كان يعرف ان وزير خارجيته سيرجي لافروف سيخرج بعده، ليؤكد ان روسيا لاتزال متمسكة بعدم السماح بأي تدخل خارجي في الشأن السوري.. وان الحل الوحيد هو الحوار بين الحكومة السورية الشرعية وقوي المعارضة.. وان بلادة ستعارض اي قرار جديد حول سوريا يتم تقديمه الي الجمعية العامة للامم المتحدة!! وعندما اعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما بمنتهي الحسم والوضوح ان الاسلحة الكيماوية التي تمتلكها سوريا خط أحمر، وهدد بأن الولاياتالمتحدة قد تتدخل منفردة ضد الرئيس بشار الأسد، إذا لجأ الي استخدامها في ضرب شعبه، كان يعرف ان تهديده ليس سوي »مهيصة« اعلامية، و»ضحك علي الدقون« وانه سوف يتراجع عن ذلك التهديد، دون اي احساس بالخجل، لان مصالح بلاده أهم ألف مرة من كل المباديء، والقيم، والالتزام بكلمة الشرف!! المؤامرة اصبحت في منتهي الوضوح، واهدافها اوشكت علي ان تتحقق واطرافها متفقون ومتفاهمون علي تدمير سوريا بعد ان حققوا ذلك في العراق والقضاء علي جيشها، وذبح شعبها وتمزيقه الي جماعات طائفية متصارعة.. والغنائم سيتم اقتسامها فيما بينهم! امريكا تحقق هدفها في تفتيت المشرق العربي لتتحكم في ثرواته.. واسرائيل تصبح دولة قوية آمنة وسط مجموعة من الدويلات الضعيفة الخاضعة للنفوذ الامريكي الصهيوني.. وروسيا تفوز بتوسيع قاعدتها البحرية في طرطوس المطلة علي البحر المتوسط بعد أن دعمتها في الاسابيع الاخيرة بقطع بحرية كاملة التسليح.. وايران تتخلص من المزيد من اهل السنة السوريين، وتبسط نفوذها علي سوريا، بعد العراق، وجنوب لبنان وغزة، لتقفز منها بعد ذلك الي بقية المشرق العربي، ومصر ايضا لتقيم الامبراطورية الفارسية الشيعية!!