إذا كان الرئيس محمد مرسي قد اختار روسيا محطة هامة لدور جديد مؤثر في المنطقة.. فإنه من حسن الظن! وإذا كان قد اختارها لحث قادتها للعودة بالثقل الكبير الذي كانت موسكو تتمتع به أيام الاتحاد السوفييتي القديم.. فإن الوقت قد حان لكي تثبت القيادة الروسية أنها أفقدت العالم التوازن الدولي منذ تخلت عن دورها في دعم الشعوب. لقد انحازت روسيا للنظام السوري ضد ثورة الشعب ولم تهتم بما يحدث من مجازر وتشريد وتخريب لدولة محورية ومهمة في المنطقة.. وقفت مع شخص النظام ولم تقف مع الشعب الضحية.. وأعتقد أن هذا عار علي القيادة الروسية. سوريا تضيع وتهدد بالتقسيم بفعل الفوضي التي فرضتها الولاياتالمتحدةالأمريكية علي الوطن العربي لصالح إسرائيل. لم تشفع أنات الأطفال لدي البرود الروسي في أن ينصح النظام السوري بالرحيل.. وأصبح الموقف الروسي وكذلك الإيراني شاذا في العالم. بينما مصر قيادة وشعبا مع ما يريده الشعب السوري.. صحيح أننا ضد التدخل العسكري الخارجي في سوريا.. لكننا مع رغبة الشعب السوري في رحيل النظام مثلما حدث في دول الربيع العربي.. أفهم ان تتعاطف روسيا مع الشعب وليس مع الحاكم المستبد الذي لا يرعي مصلحة بلده ويرتكب جرائم حرب يوميا.. يدك المدن والقري السورية بالصواريخ الروسية ويهدم المنازل فوق رؤوس سكانها من أبناء سوريا.. في الوقت الذي يجد الحماية الكاملة من الرئيس الروسي بوتين ضد أي موقف عربي أو دولي يسعي إلي حماية الشعب السوري. أتمني أن تقتنع القيادة الروسية بالطرح المصري للأزمة السورية حتي تستقر المنطقة.. ونفوت الفرصة علي الذين يكيدون بالمنطقة العربية ويسعون إلي تقسيمها لصالح الطفل المدلل من أمريكا وأوروبا والذي اقتطع من الوطن العربي بقعة غالية كانت تسمي فلسطين وأصبحت إسرائيل. واعتقد ان نجاح الرئيس مرسي في إقناع القيادة الروسية بالعودة إلي ساحة الصراعات الدولية.. واتخاذ المواقف العادلة في قضايا الشعوب.. يعيد التوازن الدولي المفقود. وللزيارة المهمة التي يقوم بها الرئيس مرسي غدا إلي روسيا فوائد عديدة.. حيث تتناول المباحثات التعاون الاقتصادي فمصر تحتاج إلي روسيا.. وأيضا روسيا تحتاج إلي مصر.. وهناك تنشيط لفكرة المنطقة الحرة التجارية بين البلدين.. وكذلك أفكار للتعاون في مجالات البترول.. وفتح الباب أمام المستثمرين الروس.. سواء في مجالات الطاقة أو النقل والصناعات الهندسية. ويحمل الرئيس والوفد المشارك معه ملفات مهمة حول السياحة الروسية لمصر.. وكذا عرض المشروعات الاستثمارية الكبري التي تطرحها مصر علي رجال الأعمال والاستثمار الروسي. وإذا كانت زيارة الرئيس مرسي لروسيا تأتي بعد زيارات مهمة للهند وإيران وباكستان والصين وجنوب افريقيا فإنها تعتبر محطة مهمة في منهج السياسة الخارجية المصرية التي تسعي لبناء علاقات جديدة مع روسيا قائمة علي الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة للدولتين والشعبين.. فلا ينكر أحد ثقل روسيا عندما تتخذ مواقف عادلة من القضايا العربية بصفة عامة.. والمصرية بصفة خاصة.. ولا ينكر أحد أهمية مصر ودورها الحيوي في العالم.. ومهما حدث في مصر فإنه لا يؤثر علي قوتها وصوتها المرتفع بالحق في المحافل الدولية. انني أترقب نجاح زيارة الرئيس مرسي لروسيا.. وأترقب لقاء القمة مع الرئيس فلاديمير بوتين.. وننتظر نتائج ايجابية لمباحثات الوفد المصري مع القيادة الروسية.