»بالطبع فيه حاجة غلط« وربما حاجات. لقد تابعت منذ أيام إحدي نشرات الأخبار وفوجئت بأن النشرة قد حوت 61 تكذيبا لبعض الأخبار والموضوعات التي تنشرها الصحف أو تذيعها بعض الفضائيات. وحديثي هنا ليس مجاله أيهما نصدق: الخبر أم التكذيب لأن الأمور في بلادنا اختلطت وأصبح الضجيج عنوانا للمعرفة في إطار محاولات يائسة من الناس لمعرفة الحقيقة. ما من مصري إلا ويسأل نفسه أو يسأل غيره »بلادنا رايحة علي فين« دون أن يكلف أي واحد منا نفسه مشقة المشاركة في الإجابة إلا من خلال ترديد بعض الشائعات والأكاذيب.. لقد تابعت من خلال عملي كل الخطابات والكلمات التي ألقاها الرئيس الدكتور محمد مرسي ودعوني أقول بكل الصراحة ان التفاؤل والأمل مطلوبان ولكن من الضروري أيضا أن يعرف الناس الحقيقة. كلنا نعلم ما يقوله الرئيس بأن مصر تمتلك موارد كثيرة وأن الله حباها بخيرات كثيرة سيكون لها مردود كبير إن أحسن استغلالها والاستفادة بها. كلنا نعرف ان الله سبحانه وتعالي كرم مصر وشعبها وانه سبحانه وتعالي لن يتركها في أي محنة. حقائق كثيرة نعرفها ولكن الواقع الذي يعيشه الناس شيء آخر. لقد امتد شبح الغلاء ليضرب في مقتل كل بارقة أمل في غد أفضل وأدي ذلك لجو ومناخ من السلبية المطلقة وسط تناحر وعلو المطالب الفئوية وهي وان كانت عادلة وتمثل حقوقا لأصحابها إلا ان توقيتها وظروف مصر لا يمكن أن تسمح بها الآن. أعرف ان الرئيس سوف يكون في حيرة من أمره، فبين لغة الأمل والتفاؤل والإيمان بالله وبين الحقيقة بصيص دقيق من حق الشعب علي الرئيس أن يعرفه. أتمني أن يسارع الرئيس الدكتور مرسي بإعلان المبادئ والأهداف التي سيتم تحقيقها من خلال الموازنة الجديدة والمفروض انه تم الانتهاء من وضع خطوطها العريضة. أتمني أن يعلن خطة عام كامل وما تحتويه من مشروعات أو أهداف وخاصة ما يتعلق منها بتحقيق العدالة الاجتماعية. الرئيس مطالب بأن يتحدث للشعب وأن يجري حوارا مع الشعب وكفانا حوارات لا تسعي سوي لإضاعة الوقت.