الحرس نجح فى تحقيق فوز مهم على وادى دجلة استعادت منافسات الدوري الممتاز لكرة القدم إيجابيتها المفقودة واستردت توازنها الهارب في أسبوعها العاشر والتي جرت فيه علي مدار يومي الخميس والجمعة الماضيين.. اتسمت هذه المنافسات بالإشراق بعد العبوس والتقطيب الشديد الذي جاءت عليه نظيرتها التي جرت في الأسبوع التاسع.. تضاعفت المحصلة الإجمالية للتهديف فبلغت 32 هدفاً بعد أن كانت هزيلة ولم تتجاوز ال11 هدفاً.. وارتفع بالتالي معدل الأهداف ليبلغ ما يناهز ثلاثة أهداف لكل مباراة وهو معدل لائق ومقبول وانتهت كل المباريات بنتائج إيجابية حتي تلك الوحيدة التي اقتسم فيها الفريقان نقطتي التعادل وكاننت بين اتحاد الشرطة وسموحة انتهت 1/1.. شهدت بعض المباريات غزارة في التهديف كما حدث في مباراتي الأهلي مع إنبي والاتحاد مع بتروجت حيث بلغت المحصلة النهائية خمسة أهداف وجاءت مباراة الجيش مع الزمالك في المرتبة الثانية حيث شهدت أربعة أهداف وتعدلت وتبدلت مواقع ومراكز الأندية بصورة نسبية خاصة في المقدمة بعدما تنامي رصيد الأهلي ووصل إلي 71 نقطة احتل بها المركز الثاني بعد الزمالك الذي تمسك بالقمة بفارق نقطة وحتي إشعار آخر بعدما تستكمل المسابقة فصولها المؤجلة وتقدم كل من المصري واتحاد الشرطة ليحتلا الضلع القمي الثالث برصيد 61 نقطة.. بينما احتفظ سموحة بموقعه الأثير في قاع الجدول وبرصيد هزيل لم يتعد أربع نقاط وكأنه يفضل الثبات علي المبدأ حتي ولو كان ذلك لغياب أي طموح في الارتقاء والتقدم. وتعالوا نستعرض بعض الظواهر الفنية حتي لا نشتغل بالظواهر الأخري حتي ولو كان لبعضها وقع مفاجئ كاستقالة العشري من تدريب الحدود وما أثير حول الفرنسي نوفو والبرازيلي كابرال واحتمالات لحاقهما بالعشري في الاستقالة أو الإقالة من تدريب نادي سموحة والاتحاد. تساوي الرؤوس المستويات الفنية المتقاربة لم تعد تفصل بين الفرق المتنافسة أو تصنف الأندية علي أن بعضها من الأقطاب المشاهير والبعض الآخر من المكافحين المغاوير.. طمحت كل الفرق في تحقيق الفوز وطمعت الأندية المتواضعة في تفجير المفاجآت مع الفرق الأكثر عراقة وأوفر شعبية.. وسمحت تلك الفرق التي كنا نطلق عليها العريقة بوجود تلك الندية وتوفر مساحة المقاومة.. بل سقط بعضها فلم يتمكن من الصمود كما حدث للاسماعيلي بقيادة الهولندي المغرور مارك فوتا الذي خسر بهدفين نظيفين أمام المصري بقيادة الوطني مختار مختار.. وكاد إنبي بقيادة الأجنبي مالديف يفجر المفاجأة المذهلة ويفوز علي الأهلي وتقدم عليه في بعض فترات اللقاء بهدفين مقابل هدف وتفوق من حيث السيطرة والاستحواز والخطورة غير أن الفرسان الحمر استعادوا توازنهم قبيل لحظات من النهاية وانتزعوا تعادلاً مستحقاً ثم فوزاً عزيزاً.. أما الطلائع فقد حقق تعادلاً بطعم الفوز جاء في وقت عصيب وفي ظل نقص خطير في الصفوف وطرد الحكم اثنين من لاعبيه مع الزمالك بهدفين لكل ورغم هذا خرج فاروق جعفر المدير الفني المحنك غير راض عن فريقه لإهدار عامر صبري فرصة مؤكدة للتهديف كانت كفيلة بترجيح كفة فريقه. الأداء المفتوح لم يعد هناك ناد يؤدي بأسلوب دفاعي بحت بحثاً عن نقطة التعادل واختفت نسبياً الأساليب المتحفظة التي كانت تطبق المبدأ الانزراعي الهدام الذي يقول »اعمل حيطة يا ولد« من خلال تصنيف كل لاعبينا باستثناء واحداً علي الأكثر أمام المرمي لتطفيش وتشتيت كل الكرات لحماية الشباب من الاهتزاز.. فكل الفرق حالياً تلعب بأسلوب مفتوح يسعي لشن هجمات منظمة من العمق حتي وإن اعترف بعضها بأنها أقل كفاءة ومقدرة من الطرف الآخر.. واتخذ الأداء المفتوح أشكالاً متعددة منها الاعتماد علي الكرات العالية المرسلة من الخلف في اتجاه المرامي المنافسة استغلالاً لسرعة رؤوس الحربة كما حدث فعلاً مع عبدالظاهر مهاجم إنبي وكذلك المعاونين له من وسط الملعب مثل إسلام عوض والذي نجح في هز شباك الأهلي بهدف جميل وكذلك مع الطلائع عندما انطلق بابا اركو وهيأ كرة عرضية متقنة لصلاح أمين الذي أودعها المرمي بسهولة.. وحتي تلك المباراة متواضعة المستوي التي جمعت بين الشرطة وسموحة فقد شهدت أسلوباً هجومياً مفتوحاً من الطرفين سعياً لتحقيق الفوز وأهدر المهاجمون فيها فرصاً بالجملة لا يمكن أن يهدرها أي لاعب لديه مسحة من الموهبة التهديفية خاصة الذين مثلوا الصفقات الافريقية المضروبة أمثال جدوين اكام وصمويل اكرام الغانيين والكاميرونيين مارك مبواه وزميله اوتو بونج اللذين يتحليا بالسرعة ويفتقدا الفعل والموهبة وكانا السبب في هزيمة الاتحاد علي ملعبه وبين جماهيره من فرط ما أهدرا من فرص. أزمة الحراس الأخطاء الساذجة والزلات القاتلة كانت من نصيب حراس المرمي الذين شكلوا أزمة للفرق المتنافسة سواء علي الصدارة أو في المؤخرة.. وباستثناء عبدالواحد السيد الذي ربما لم يتحمل أي نسبة من المسئولية عن هدفي الجيش في شباكه ومعه أمير عبدالحميد حارس المصري الذي تصدي لضربة جزاء وصدها في مباراة فريقه أمام الاسماعيلي فإن كل الحراس في حالة يرثي لها.. حتي محمد خلف الذي كنت أرشحه أحياناً لحمل الشارة الدولية سقط في اختبار سموحة.. أما أحمد فوزي حارس بتروجت فيبدو أنه أخرج كل ما لديه أمام فريقه السابق الأهلي ونسي مهارات الحاس الجيد أمام الاتحاد.. ومعهما الشناوي حارس الجيش وأبو جبل حارس إنبي ودياكيتي حارس المقاولون.. وكان الله في عون الجهاز الفني للمنتخب الذي قد يشعر بصعوبة شديدة في إفراز حارس إلي جوار عبدالواحد السيد الذي ستمنعه الإصابة من المشاركة لبعض الوقت ونفس الأزمة قد يعاني منها التوأم حسن في الزمالك.. وقد ينضم عبدالمنصف حارس الجونة لقائمة المستثنين غير أنه يفتقد البخت مع الاختيارات الدولية. وجوه مبشرة ورغم حالة التواضع العامة في المستوي الفني ورغم عدم وجود ما يوحي بظهور نجم فذ قد يعوض غياب الموهوبين الأفذاذ أمثال أبو تريكة ومتعب وشوقي وزيدان وزكي وغيرهم.. فإن هناك علامات قد تضيء علي استحياء الساحة وتبدد غشاوات الظلمة الحالكة.. من بينها مثلاً شيكابالا وعمر جابر وابراهيم صلاح بالزمالك.. وجدو بالأهلي مروان محسن ببتروجت وكريم فتح الله بالاتحاد وأحمد فوزي بالمصري وأيمن حفني بالمقاصة.. ويمكن أن نعتبر هدفي الشرطة وسموحة هما أفضل أهداف الأسبوع حيث جاء الأول من جملة ثلاثية شارك فيها أحمد دويدان - الأفضل بالشرطة - وصلاح عاشور وانتهت للفيومي الذي أودع الكرة الشباك بسلاسة.. أما هدف سموحة فقد جاء بلمسة جمالية من كعب أحمد حمودي راوغ بها أكثر من مدافع والحارس وأحرز منها الهدف الثمين. نجوم تحكيمية وإذا كنا قد اعتدنا أن ننتقد التحكيم المصري ونبرز أخطاءه.. وحتي مع اعترافنا ببعض الأخطاء التي وقع فيها حكام هذا الأسبوع.. فإنه من اللائق أن نعترف بوجود بعض المجيدين سواء من الوجوه الخبيرة الدولية أمثال فهيم عمر الذي تحلي بالكفاءة والتركيز واليقظة ويستحق درجة جيد جداً علي أدائه الذي ندرت فيه الأخطاء.. ويأتي معه وربما بدرجة امتياز الوجه الجديد محمود عاشور.. هذا الحكم يستحق أن يكون الأفضل في الأسبوع الثاني علي التوالي بالرغم من سماحه لبعض اللاعبين أمثال بشير التابعي بمناقشته في العديد من القرارات.. ولا يمكن أن ينضم ياسر عبدالرءوف لهذه القائمة رغم تحليه بالشجاعة الفائقة عندما أبرز البطاقة الحمراء الثانية لحافظ الذي اعتدي بدون كرة علي لاعب الزمالك وهي المكرمة التي قد تزيد من درجته المتواضعة في الأداء.