اعتذار رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو للشعب التركي عما حدث مع سفينة مرمرة يعد نصرا جديدا لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان والذي يحظي بشعبية كبيرة في العالم الإسلامي بسبب مواقفه الشجاعة وترأسه لحزب العدالة والتنمية الإسلامي ونهوضه بتركيا لتصبح في المرتبة السادسة عشرة علي مستوي العالم بين الدول ذات الاقتصاد الأقوي في اقل من عشر سنوات فقط . وثاني أكبر دولة في العالم بنمو مقداره 11.5٪ وصادرات وصلت الي 500 مليار دولار، وتحتل تركيا المركزالأول في أوروبا في مجال صناعة النسيج، والمرتبة الثالثة في العالم في تصنيع التلفاز،والثالثة علي مستوي العالم في تصنيع الحافلات، وهذا بالطبع لم ينجزه الرئيس بمفرده بل كان وراءه حكومة قوية يتمتع وزراؤها بحكمة وخبرة مهدت للبلاد النهوض لتصبح قوية اقتصاديا يتمتع فيها المواطن بمستوي دخل مرتفع وبالتالي حياة طيبة، ومع كل هذا إعلام مؤيد لخطوات الإصلاح يسعي لتوعية الناس بضرورة الإصلاح في كل المجالات التعليمية والاقتصادية وبالتالي الرئيس أردوغان يعمل داخل منظومة متكاملة وليس بمفرده وكون الرئيس زعيما لحزب إسلامي لم يغير في معادلة النهضة شيئا بل أعاد لتركيا إنتماءها لجذورها الإسلامية الأصيلة مع وجود التيار العلماني وبشكل واضح في المجتمع هناك، وعلي مستوي السياسة الخارجية تحظي تركيا بمكانة عالية واحترام بين الدول،كل هذا أنجزه رئيس مسلم ينتمي لحزب إسلامي فأين الخلل إذن عندنا،والشماعة التي يرفعها كل كاره للدين الإسلامي -حكم الإسلاميين- وهم لو أعادوا قراءة التجارب في بلدان مثل تركيا وماليزيا وأندونيسيا لوجدوا حكومات إسلامية، ولو نظرنا الي الوضع في مصر تجد العكس تماما فالرئيس الدكتور محمد مرسي يعمل جاهدا علي البدء في تحقيق مشروعه النهضوي ولكن مع معوقات لا حد لها وأخطرها إعلام الفلول الذي لا غاية له إلا توقيف المراكب السائرة، إعلام يختار متحدثيه بعناية لينفثوا سمومهم في عقول المشاهدين البسطاء القابعين بلا حراك أمام هذه الشاشات الهدامة،في نفس الوقت يواصل المشتاقون لمنصب الرئاسة في إشعال المجتمع وإصرارهم علي خلق فوضي تأكل كل جميل في مجتمعنا بل أكد بعضهم أن الدول الغنية لن تقدم لمصر مساعدات اقتصادية طالما لم يسمع لمطالبهم وكيف تنعم مصر بالهدوء والاستقرار ومن يحكمها ينتمون الي التيار الإسلامي! ناسين ان من يحكم تركيا تيار إسلامي ولكن شتان بين النموذجين في نظرهم، وأتساءل لماذا هذه الكراهية للتيار الإسلامي؟ اعطوهم الفرصة وصناديق الاقتراع هي الحكم والفيصل أم أن الأحزاب الأخري تدرك حقيقة وضعها في المجتمع وأنها لاتحظي بشعبية كبيرة مما لن يمكنها من النجاح في الانتخابات، الغالبية العظمي من المصريين لديها يقين إن من يحب مصر لن يعاود افعال مثل العصيان المدني وغيرها مما يسبب صدعا حقيقيا في المجتمع ، الله وحده العليم بنتائج هذا الانشقاق، غياب الاستقرار سببه للأسف مجموعة لا يهمها سوي مصالحها الشخصية الضيقة ،ولا زالت تنفخ في النار لتشتعل مصر كلها وكلنا خاسرون، من لا يرضي عن حكم الإسلاميين يتقدم و يعمل جاهدا ونري مقترحاته وإسهاماته في المجتمع وعندها لو نجح في خلق شعبية له في الشارع سيكون طريقه الي سدة الحكم ممهدا ،الشعب يريد حلولا وعملا متواصلا ومشاركة وليس كلاما في كلام والبعض منهم يعيش في بحبوحة لم تعرف مرارة الفقر والعوز التي تزداد بين البسطاء بسبب وقف الحال المدعم من هؤلاء،كفانا دعوات للمظاهرات وغيره، ونحاول ان نتناسي المصالح الشخصية وتبقي مصلحة مصر في الصدارة،مصر بأهلها الطيبين الذين لم يعرفوا الغربة الي بلاد الغرب سعيا وراء المناصب والدولارات بل غالبيتهم يعشق تراب هذا البلد رغم قسوة حكامه السابقين الذين تجاهلوا حقه المشروع في حياة كريمة لمدة تزيد علي ثلاثين عاما، وما زال الفاسدون يحلمون بالعودة فالصفوف الثانية في معظم مفاصل الدولة في أيديهم. فهناك من يستميت لاستمرار حالة الفوضي وعدم الاستقرار مؤمنا بمبدأ "أنا وبعدي الطوفان"والحقيقة الغائبة عن الكثير من المعارضة أن الشعب البسيط انتابه حالة من الزهق والقرف، سيطرة السلاح علي كل مشاهد حياتنا اليومية نذير شؤم يتحمل نتائجه من ينفخون في النار لتأكل الوطن الذي يضمنا ولا مكان لنا سواه، ارحمونا يرحمكم الله تعبنا.