يسمح لي صديقي الشاعر الكبير عبدالرحمن الابنودي ان استعير منه بعض كلماته واشعاره فما أحوجنا اليها الآن ونحن نقترب من انتخابات مجلس الشعب في دورة جديدة علينا جميعا ان نحسن اختيار الاعضاء من بين المترشحين له وبينهم الصالح ومنهم الطالح خاصة ان حسن اختيارنا أو عدمه سوف يجعلنا نتحمل اعضاء غير مفيدين أو مجموعة اخري نثق بها تؤدي علي اكمل وجه دورها النيابي المطلوب. في الستينيات من القرن الماضي عبر الشاعر الكبير عن مطالب الناس في أي مترشح لمنصب أو عضوية لمجلس عندما قال مخاطبا الوطن والجماهير »يابلدنا لا تنامي.. دوري وسط الاسامي.. واجمعي الصف الامامي.. واتصفي وراه يا بلدنا.. دوري علي مخلصينك اللي من زمان شارينك.. لبسوا هدمة شغالينك قعدوا ويا فلاحينك في الغيط والساحة يا بلدنا..« كلمات معبرة ما احوجنا ان نضعها في اعتبارنا ونحن نتوجه إلي صناديق الانتخاب المدعو لها كل مواطن علي هذه الارض الطيبة دون انتظار أو تخاذل أو عزوف فمن بين عشرات المترشحين علينا ان ندقق قبل ان نضع علامة صح علي من نختار فقد لا يكون هو الرجل المناسب أو السيدة المناسبة بعد ان حددنا للمرأة كوتة خاصة بها وان نضع في اعتبارنا ان هذا الشخص سيمثلني في دائرتي علي مدي خمس سنوات كاملة. علينا ألا نحكم الهوي وان نلتجيء إلي العقل والمنطق فهما السبيل إلي حسن الاختيار ودقته. لا ننجرف وراء الشعارات الجوفاء الخاوية ولا ننساق وراء اختيار اصحاب الهوي والمصالح الخاصة الذين ما ان تنتهي الانتخابات يديرون ظهورهم لناخبي الدائرة. عشرات بل مئات من تلك النماذج، احتضنها مع الاسف سقف المجلس الموقر دخلوا قاعاته كما خرجوا دون ان يكون لهم دور ملموس أو حتي مشاركة بل سمعنا عن الكثيرين منهم ممن لم يحضروا عشرات الجلسات أو المشاركة في المناقشات واكتفوا من مجلس الشعب بالحصانة وكارنيه العضوية. وعندما تسأل عنهم في دوائرهم تكتشف أن الناس تقول لم نر وجوههم منذ اعلان النتيجة بفوزهم في الانتخابات السابقة. هؤلاء مع الاسف مازال العشرات منهم يدقون باب المجلس بوعود براقة ولكنها هذه المرة وعود محترفي انتخابات وليسوا رجال خدمات وعلينا ان نحتاط منهم وان نلفظهم وان ننبه الجماهير الناخبة من ألاعيبهم. الذي لم يمارس دوره ومن غاب عن الجلسات ومن بعد عن ناخبيه ومن تعالي عليهم ومن تربح من عضويته أو حاول. جربنا كل هؤلاء ومنهم مع الاسف منافقون أظهروا لنا غير ما يبطنون بل ظهرت مساوئهم علنا أو سمعنا بها خفية. هؤلاء علينا ان نبعدهم عن قبة المجلس. هناك مع كل الاحترام وجوه مشرفة حاولت بكل طاقتها وجهدها ان تكون لسان الشعب تحت قبة برلمانه وهذه النماذج هي ما يجب ان نتمسك بها طالما انها قادرة علي مواصلة العطاء بسخاء دون مصلحة شخصية وقطعا هناك في الوجوه الشابةالجديدة رجال ونساء علينا ان نبحث بينهم عمن نجده بعقولنا ومصالحنا قادرا علي التعبير عنا وتمثيلنا التمثيل المشرف الواعي. الذين يتوهمون انهم قادرون علي ان يزوروا ارادة الناخبين واهمون فالناس اصبحت اكثر ادراكا وفهما لمصالحها ولذلك هي مطالبة ان تصر ان تذهب لصناديق الانتخابات وألا يمنعها أي شيء عن اداء دورها وعلي الدولة ان توفر لها القدرة علي ان تقوم بدورها الانتخابي شريطة حمايتها من البلطجية بأي صورة.