أعضاء البلاك بوك أثناء قطع الطريق ماذا جري للشعب المصري.. أصبح العنف سمة تسيطر علي الشارع بدلا من السماحة التي كانت تميز المصريين في الماضي.. انتشرت جرائم البلطجة والسرقة بالاكراه والبلطجة.. وتطورت اشكال العنف لتظهر الجماعات الملثمة التي تخطف المواطنين للحصول علي فدية.. وغابت ثقافة الحوار الموضوعي حتي بين النخبة من المثقفين والسياسيين وظهرت ثقافة حوار »رفع الاحذية«.. والضرب بالاحذية علي مرأي ومسمع من الجميع. الأخبار استطلعت رأي الخبراء الأمنيين والمتخصصين في علم الاجتماع والصحة النفسية والحقوقيين حول أسباب تزايد العنف في المجتمع.. وغياب لغة الحوار. وكشف أحدث تقرير لقطاع مصلحة الامن العام حول معدلات الجريمة في مصر عن ارتفاع معدلات الجرائم بشكل عام خاصة القتل والسرقة بالاكراه وسرقة السيارات , حيث تصاعدت حوادث الجنايات بصفة عامة اذ سجلت 5814 مقابل 2778 عن العام الماضي كما تصاعدت حوادث الجنح بصفة عامة وسجلت 40222 مقابل 20695 في العام الذي يسبقه وكشف التقرير عن نسبة الزيادة في معدل جرائم القتل العمد 130 ٪ اما معدلات السرقة بالاكراه فقد زادت بنسبة 350٪ حيث سجلت 2611 جريمة في عام 2012 بينما سجلت 773 في عام 2011. وبالنسبة لسرقة السيارات فقد زادت بنسبة 500 ٪ حيث سجلت 20375 في عام 2012 بينما سجلت 4973 في عام 2011 . و اكدت احصائيات رسمية صادرة عن وزارة الداخلية ان في مصر اكثر من 92 الف بلطجي ومسجل خطر وخارجون عن القانون وارتكبوا جرائم قتل واغتصاب والخطف. تطبيق القانون يقول خالد ابو بكر- محكم دولي ومحام - ان بعض الفئات من المواطنين اخطأوا فهم الحرية وذلك يرجع الي اختلاف المستوي الثقافي والاجتماعي للمجتمع. ويؤكد ان الشعب المصري مقسم وفقا لمستواه الثقافي والاجتماعي ، وأن هناك بعض المواطنين يحترمون قواعد القانون ، ولكن الكثير منهم لا يلتزم بهذه القواعد مما ادي الي انتشار كل هذه المشاهد والاحداث المؤسفة التي تمر بها البلاد، وطالب الدولة ان تمكن سلطات وزارة الداخلية ورجال الامن القيام بما لا يخالف القانون وعلي الداخلية احترام حرية المواطن طالما انه التزم بتطبيق القانون، . واكد د. يسري عبد المحسن استاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة ان الاستعداد لانتشار ظاهرة العنف والبلطجة موجودة من قبل الثورة ولكن كان هناك ضبط نفس وتحكم في الشارع المصري. مشيرا إلي التحكم في ذات الإنسان له أسباب كثيرة أهمها الانتماء للوطن لان الإنسان يولد وعنده هذه الغريزة وهذا ما تؤكده الدراسات، بالإضافة إلي قيم الأسرة والمجتمع والأعراف والوازع الديني الذي يميز الشعب المصري عن باقي الشعوب. وعن سؤاله حول أسباب انتشار العنف والجريمة في الفترة الأخيرة تحديدا قال د. يسري انه في العقود السابقة للاسف الشديد كان فرض السيطرة يأتي للناس دون اقتناع، بالإضافة إلي غياب الديمقراطية الحقيقة والحرية، وأصبحت مسألة الانضباط ليست نابعة من الداخل بل املت علي المواطن من الخارج عن طريق الجهات الأمنية والدولة، .. هيبة الدولة وقال اللواء سامح اليزل رئيس مركز الجمهورية للدراسات والأبحاث السياسية والأمنية ان عدم تطبيق الحكومة للقانون بشكل سريع ورادع هو وراد ما يحدث من انفلات أمني بالشارع وهو ما جعل الكثيرين يستبيحون الدولة وممتلكاتها ويقومون بسرقتها وتخريبها لمنافعهم الشخصية دون الالتفات للمصلحة العامة أو للملكية الشعبية للمنشآت والممتلكات والسبب في مساعدة هؤلاء الخارجين عن القانون في ممارسة أفعالهم المشينة هو استمرار تدفق تهريب الأسلحة داخل الدولة وتوافرها بأيديهم في حين ان جهاز الشرطة لم يعد بثقله وبوضعه الطبيعي المطلوب. واقترح سامح اليزل عدة حلول تساعد في الحد من العنف بالشارع وهي تنفيذ القوانين بشكل سريع ورادع علي جميع طوائف الشعب وانه لا احد يعلو فوق القانون بالإضافة الي تقنين اصدار قرارات العفو عن المجرمين والخارجين عن القانون بعد صدور احكام ضدهم في مختلف القضايا. واكد ان اهم اسباب زيادة معدلات الجرائم والسرقات هي تراجع سلطة القانون وتراجع هيبة الدولة والتي مهدت بموجة عاتية من الانفلات الامني داخل مصر، بالإضافة الي انتشار الفهم الخاطئ للحرية والتعبير عن الرأي لدي الكثيرين واستغلاله في توجيههم الي السرقة أو الاشتراك في الجرائم، فضلا عن تولد الخوف لدي الكثير من الشباب من شبح الفقر والبطالة مما جعلهم يلجئون الي تكوين تشكيلات عصابية بينهم وبين اصدقائهم ليقوموا بسرقة المنشآت أو المحلات وما إلي ذلك.