د. فاروق أبو زىد انتشرت في الآونة الأخيرة وبشكل مكثف ظاهرة إعلانات الدجل والشعوذة علي بعض القنوات الفضائية واتسعت الدائرة لتشمل الترويج عن أدوية وأعشاب طبيعية لتقوية العلاقات الجنسية وأخري للنحافة وإنقاص الوزن إلي جانب الإعلانات الخاصة بالبحث عن شريك العمر وتوفيق رأسين في الحلال.. وهي ظاهرة جديدة لم يألفها المجتمع المصري من قبل.. وتمثل في نفس الوقت خروجاً علي التقاليد والقوانين التي تحكم عملية البث والشروط الواجب توافرها قبل السماح بإذاعة مثل هذه الإعلانات وتحديداً التي تتعلق بالصحة العامة. ويقول د. فاروق أبو زيد أستاذ إعلام بجامعة القاهرة: »إن الإعلان هو أحد أهم وظائف الإعلام ولكن عندما يكون هذا الإعلان لترويج سلعة معينة أخلاقية أو اجتماعية لا يجب أن تسطو علي تقاليد المجتمع الذي نعيش فيه.. فهذه الإعلانات مثل »إعرف نصيبك وحظك وبختك في الزواج« ليست مضرة وإنما غير مستساغة ولا يجرمها العرف أو القانون. بينما هناك إعلانات يجرمها القانون مثل التي تحتوي علي نوع من الإثارة الجنسية وإعلانات الأدوية غير المصرح بها من وزارة الصحة وبسببها تم إرسال إنذار من المجلس الأعلي للصحافة والنائب العام لبعض القنوات الفضائية التي تسمع بنشر مثل هذه الإعلانات لأنها تعتبر من المحرمات قانونياً«. بينما تفسر د. إيمان صبري اخصائية علم النفس والاجتماع هذه الظاهرة وسبب انتشارها إلي وجود بعض المشاكل الاجتماعية التي تواجه المجتمع ومنها معرفة الغيب ومحاولة التطلع للمستقبل ومشكلة العنوسة وتأخر سن الزواج حيث تبحث كل فتاة عن فتي أحلامها بهذه الطريقة أو تلجأ إلي حل مشكلتها باللرجوع إلي الدجالين والمشعوذين.. إلي جانب المشاكل النفسية التي أدت إلي ظهور حالة من الاكتئاب خيمت علي المجتمع بسبب الأحداث الجارية التي يشهدها المجتمع وأدت إلي أن البعض يري في هذه الإعلانات خروجاً من هذه الحالة كنوع من الترفيه ولكن ذلك يعد خروجاً علي الثقة بالله وبالنفس وبالتالي تحولت هذه الإعلانات إلي ظاهرة خطيرة لها مردودها الاجتماعي، ويجب الحد من ظهورها علي شاشات الفضائيات. وصرح مصدرمسئول بالنايل سات أن هذه الفضائيات التي تبث مثل هذه الإعلانات غير تابعة لشركة الأقمار الصناعية ولا تخضع لوصايتها.. ولكنها تبث إرسالها من خلال شركات وسيطة تقع مقراتها خارج البلاد.