لماذا شعر المصريون بالوحشة والقلق عندما سافر الرئيس في رحلة علاج مفاجئة إلي ألمانيا لاجراء جراحة استئصال الحوصلة المرارية في مستشفي هايدلبرج الجامعي؟ ولماذا شعروا بالراحة والطمأنينة عندما عاد إلي ارض الوطن بعد غياب نحو ثلاثة اسابيع وبعدما اطمأن فريق الاطباء الذي قام بالجراحة واشرف علي علاج مبارك إلي تمام شفائه وقدرته علي مزاولة حياته الطبيعية؟ كان من الطبيعي ان ينتاب المصريين هذه المشاعر لان صحة الرئيس تمس حياتهم وترتبط باستقرار الوطن ومصيره.. وكان من الطبيعي ان يجزعوا من الجراحة الطارئة التي تقرر اجراؤها بعد الفحوص الطبية الدقيقة لحالة مبارك.. وان يتابعوا يوما بيوم التحسن في صحته بعد الجراحة وان يتلهفوا علي سماع اي تفاصيل من فريق الاطباء المعالجين.. فإن هناك علاقة انسانية حميمة تربط ما بين حسني مبارك وابناء هذا الوطن، فهم يرون فيه الرئيس الاب الذي يحتضنهم جميعا بلا تفرقة بين مؤيد ومعارض ويحس بمشاكلهم ومعاناتهم ويستجيب لمطالبهم وتطلعاتهم.. ولذا من حقهم ان يخافوا عليه ويتابعوا حالته الصحية وينتظروا شفاءه وعودته معا في لكي يشعروا بالامان معه وبوجوده بينهم.. وهو احساس غريزي من الشعب المصري نحو الرجل الذي يعتبر نفسه رئيسا لكل المصريين! لقد تعود الناس علي علاقتهم الحميمة مع مبارك وعلي مدي قرابة ثلاثين عاما، ولم يألفوا أن يغيب عنهم لفترة ولو في رحلة علاج. ومثل هذه المشاعر الدافئة بين الرئيس والشعب تعتبر نادرة وصادقة لانها تنبع من القلوب.. والواقع ان مبارك الانسان طيب القلب عف اللسان يكبح جماح الغضب ويتخذ قراراته بروية وصبر لانها تتصل بمصائر الناس، وفي مواقفه الداخلية والخارجية يراعي مصالح الوطن ولا يبحث عن زعامة.. وهو ينحاز إلي البسطاء في قراراته ويطلب من المسئولين والوزراء مراعاة ذوي الدخل المحدود ويسعي للتخفيف عن الفقراء. ومن يقترب من مبارك يحس مدي انسانيته وبساطته وذلك هو سر قوته وشعبيته والكاريزما الخاصة به. وكان الرئيس حريصا علي متابعة شئون الدولة اثناء رحلة العلاج وتأكد مدي قوة النظام وتماسك اركانه ومدي قدرة رجاله علي الحفاظ علي الاستقرار.. وشعر المسئولون ان مبارك معهم في كل موقع ويراقب ويتابع كما تعود الجميع.. فقد وضع الرئيس قواعد الدولة الحديثة الديمقراطية من خلال المؤسسات الدستورية وهذا هو الضمان لاستمرار المسيرة.. واقول بصدق: اننا احوج ما نكون إلي مبارك في المرحلة القادمة حتي يستكمل البناء ويتخطي التحديات ويقود سفينة الوطن إلي افاق المستقبل..! ولذا ساد الارتياح بعد القلق عندما اعلن الدكتور ماركس بوشلر رئيس الفريق الطبي المعالج في مستشفي هايدلبرج: ان الرئيس مبارك تعافي تماما من اثار الجراحة، وعبر عن تقديره لقوة عزيمته واصراره وقبل ذلك انسانيته التي احاط بها الجميع. واوصي بوشلر بان يمضي الرئيس اسبوعين لاستكمال النقاهة قبل ان يعود إلي مباشرة نشاطه المعتاد.. وكان من المقرر ان يحضر مبارك مؤتمر القمة العربية الثاني والعشرون في سرت »في ليبيا« ولكن ظروف المرض المفاجئة حالت دون حضوره واستشعر القادة العرب ان غيابه عن القمة افقدها الكثير - علي حد قول الرئيس بشار الأسد - وكان هو الغائب الحاضر! ولعلني لا اتجاوز اذا ما تمنيت علي الرئيس: رفقا بنفسك ولا تتعجل مباشرة العمل علي حساب صحتك، فان امتك العربية في حاجة إلي بصيرتك وحكمتك، وشعبك المحب لك في حاجة إلي قيادتك.. والحمد لله بسلامتك!