بصراحة انا حزين... حزين علي مشهد سحل المواطن "حمادة" الذي كان مع زوجته واولاده في مظاهرات الاتحادية وضربه بالاحذية وقاموا وخلع ملابسه.. لقد ذكرني المشهد بما كان يحدث في سجن "أبو غريب" اثناء الاحتلال الامريكي للعراق.. وتعرية فتاة التحرير خلال فض اعتصام مجلس الوزراء . لم يكن مشهد هتك عرض مواطن مصري هو فقط ما احزنني.. ولكن ما احزنني اكثر واشعرني بالخجل ما سمعته عن حكايات التحرش من بلطجية يحملون الاسلحة البيضاء جهارا نهارا بفتيات وسيدات في ميدان التحرير.. لم اتمالك نفسي وانا اسمع "ياسمين البرماوي" وهي تحكي ما حدث لها ولصديقتها في الميدان.. وتعرضها للسحل والخطف وتمزيق كل ملابسها.. حتي لم يبق علي جسدها سوي البنطلون الممزق من الخلف بعد ان تمسكت بالجزء الامامي له لتحمي عفتها.. ولولا الصدفة.. وشهامة ابناء البلد من رجال وسيدات عابدين بعد ان شاهدوها فوق "كبوت" عربة عارية وحولها البلطجية بالمطاوي والسنج لاغتالوها بعد اغتصابها.. وزاد خجلي من نفسي عندما سمعت الاعلامية "هانيا مهيب" وهي تقول انها بعد 45 دقيقة من التحرش واختراق »الايدي القذرة« لكل جزء من جسدها وصلت لعربة الاسعاف بدون البنطلون!.. وهو نفس المشهد الذي وصلت به صديقة "ياسمين" للمستشفي الميداني. الوقائع الثلاث ليست هي فقط كل ما حدث بالتحرير من اغتصاب وتحرش منظم متعمد فيقال ان هناك العشرات من الحالات المشابهة التي ترفض الحديث عن ما حدث لها.. المشكلة ان دور الأمن اختصر في اهدار المال العام بإلقاء كميات ضخمة من الغاز المسيل للدموع.. وتكليف دافعي الضرائب ملايين الجنيهات لعلاج المصابين بالاختناق والمسحولين بدعوي تأمين المنشآت المهمة.. وتناسي الامن ان حماية فتياتنا ونسائنا.. ومنع البلطجة من قطع الطرق المنظم والمتكرر خاصة كوبري 6 اكتوبر هو دور الامن الحقيقي.. والغريب ان مظاهرات مدن القناة ضد "حظر التجوال" و"الطوارئ" والتي كانت تضم مئات الالاف من الكبار والصغار لم تشهد حادثة عنف واحدة.. وان اعتراض أسر 21 محكوما عليهم بالاعدام في بورسعيد راح ضحيته 30 قتيلا والمئات من المصابين. لقد كفر الناس بالسياسة والسياسيين.