من يرفض عودة الحق لأصحابه؟، من يقف ضد القصاص العادل للشهداء في كل الميادين؟ من يرض بأن تتحول مباراة للكرة إلي فرصة للانتقام وتصفية الحسابات ،خاصة إذا كان طرفها النادي الأهلي بيتي الذي أحبه وأشجعه ككيان رياضي مشرف وكيان اجتماعي آمن وتربوي يدار بمستوي رفيع تعلم منه أولادي الالتزام والنظافة والتكافل منذ صغرهم؟ أقول هذا بمناسبة حالة الشلل التام التي عاشتها مصر أمس الأول في رسالة تحذيرية من شباب الألتراس قبل جلسة المحاكمة، فبعد ثلاث ساعات من محاصرة البورصة ، انتقل أعضاء الألتراس في مسيرة إلي محطة سعد زغلول بالخط الأول لمترو الأنفاق ،وقاموا باقتحامها وقطع حركة المترو بالاعتصام علي القضبان، واستكملوا المسيرة داخل نفق المترو حتي محطة السادات أسفل ميدان التحرير، التي شهدت تكدسا كبيرا للركاب ،نتيجة توقف المترو لمدة ساعة وصعدوا إلي كوبري أكتوبر، أوقفوا المرور في الاتجاهين مستخدمين إطارات الكاوتشوك المشتعلة، الأمر الذي أحدث حالة من الذعر بين قائدي السيارات وتسبب في شلل تام لحركة المرور أعلي الكوبري، واشتبكوا معهم كما اشتبك معهم ايضا ركاب المترو محتجين علي تصرفاتهم التي تضر بالمواطن العادي ،حتي أجبروهم علي الخروج من المحطة، وفي الوقت نفسه ،طافت مسيرة من الألتراس حول مبني مجمع المحاكم بمنطقة المنشية بالإسكندرية، مرددين الهتافات ضد الحكومة، ومتوعدين بالقصاص من الشرطة، وقد كنت طرفا في الشعور بالألم والضرر ،فقد عجزت عن الوصول الي مستشفي الزهراء بالعباسية لوداع عمي الذي توفي بها صباح الأربعاء الماضي، وبعد أن كان مقررا صلاة الظهر علي الفقيد صلينا عليه قرب المغرب وسط شعور بالصدمة والألم اضافة الي الحزن وبقدر اشفاقي علي كل من فقد عزيزا لديه ،خاصة لو كان ابنا او أخا او صديقا،اضع نفسي مكان كل من قطعت أرزاقهم وتعطلت مصالحهم بسبب الشعور بالغضب، وبعد الدعاء لموتانا وشهدائنا بالرحمة، يبقي سؤال المعبر عن الحيرة: هل كسب الألتراس أمس أنصارا جدد لقضيتهم ام خسروا؟