لا نملك إلا أن نعتذر اليك يا سيدي يا رسول الله في ذكري ميلادك علي ما وصلت اليك أمتك من بعدك، فتمر الذكري تلو الاخري وحال أمتك لا يتبدل ولا يتغير فليس لهم من ذكراك نصيب إلا قطعة حلوي يأكلونها أو تمايل في حلقات مع كلمات تحرك الأبدان ولا تحرك القلوب التي عميت عن هديك وسنتك ، فقد تركت فينا ما ان تمسكنا به لن نضل ابدا، ورغم ذلك نتركه إلي أهوائنا حتي صرنا الي ما صرنا اليه كما أخبرتنا انت ، تتهافت علينا الامم ليأكلوا خيرنا ويجعلونا في ذيل القائمة. قلت لنا كونوا عباد الله اخوانا واصررنا علي أن نكون عباد أهوائنا اعداء، حذرتنا من أن نرجع بعدك كفارا يضرب بعضنا أعناق بعض ولم نلتفت الي تحذيرك ، وها نحن يقتل بعضنا بعضنا متعمدين أحيانا وبفعل الاهمال والفساد أحيانا ولم نلتفت الي حرمة الدم التي جعلتها أشد حرمة من بيت الله الحرام واصبح المقتول لا يعرف فيم قُتل ولا القاتل يعرف لماذا قتل؟!.. جعلت قضاء حوائج العباد خيرا من الاعتكاف بينما هناك من أمتك من يتفنون في تعطيل مصالح العباد والتكسب منها جئتنا برسالة اقرأ وجعلت العلم في مرتبة الجهاد ولكننا آثرنا ثقافة الفهلوة والأضواء ونحينا العلم جانبا حتي أصبحت الأمة في المؤخرة وتأخرت عن عمارة الدنيا أحد أهم أسباب وجودنا.. أمرتنا بالعمل والسعي علي الرزق الحلال والانتاج وقلت في هديك ان من بات كالا من عمل يده بات مغفورا له واليد العاملة يد يحبها الله ورسوله ولكننا آثرنا ثقافة السبوبة والمصلحة والمكسب السريع حتي تأخر حالنا وتدهورت عملتنا واصبح جل اعتمادنا في قوتنا علي غيرنا ومعه لا يصبح قرارنا من رأسنا. الي متي يظل نصيبنا من هدي رسولنا ركعات نؤديها وعبادات فقط ونترك الجانب الأعظم الذي فيه رقينا وحياتنا وهو جانب المعاملات . فعلينا ان نأخذ الامر كله بعباداته ومعاملاته واجتماعياته إذا كنا نحب رسولنا وإسلامنا وبلادنا.