عندما يخيم الصمت وترتجف القلوب، وتحتبس الأنفاس، فلا بد أن هناك شيئاً ما ينذر بالخطر، مشاهد كانت أشبه ب »كابوس« خيمت علي الأجواء عندما سقط الحارس الواعد أحمد الشناوي علي الأرض، بعد أن تعرض للإصابة في الركبة أثناء المران الأخير الذي أداه المنتخب الأول لكرة القدم أمس الأول استعداداً للمباراة الودية أمام كوت ديفوار مساء أمس خلال معسكر »الفراعنة« بالعاصمة الإماراتيةأبوظبي، وعلي الفور ألغي الأمريكي بوب برادلي باقي فقرات المران، بعد أن التف اللاعبون والجهازان الفني والإداري ومسئولو البعثة حول الحارس الذي تم نقله بسرعة إلي أحد المستشفيات بالعاصمة أبوظبي لتحديد نوعية وحجم الإصابة، وبعد أن خضع الشناوي للفحص بأشعة الرنين اتضح أنه يعاني من الإصابة بقطع في الغضروف، وبالتالي فإن الرباط الصليبي للركبة سليم تماماً. وفي هذا الصدد يقول الدكتور طارق سليمان طبيب المنتخب إن الإصابة طاردت الحارس أحمد الشناوي دون مشاركة من أحد زملائه اللاعبين أثناء التدريب، وأن كل ما حدث هو أن قدم الشناوي حدث لها نوع من التثبيت في أرضية الملعب، وتأثرت الركبة، وعلي الفور تم إخضاعه للفحص التي كشف أن الإصابة عبارة عن قطع في الغضروف الداخلي للركبة، وبسؤال أحمد الشناوي نفسه أكد أنه تعرض لمثل هذه الإصابة مرتين من قبل، وأنه يتماثل للشفاء بسرعة، دون الحاجة إلي تدخل جراحي. وقال الدكتور طارق سليمان إنه أجري اتصالاً بالدكتور أحمد عبد العزيز الذي حدد يوم الخميس المقبل لإجراء الفحص بالمنظار علي ركبة أحمد الشناوي لتحديد ما إذا كانت تحتاج إلي التدخل الجراحي لعلاج القطع في الغضروف، ولكن في كل الأحوال لا خوف علي الرباط الصليبي، وعلي ضوء ذلك تتحدد الفترة التي يغيب فيها الحارس عن الملاعب، ولكنها في كل الأحوال لن تكون فترة طويلة، وربما لا تزيد عن خمسة أسابيع. وخيمت إصابة الشناوي علي أجواء البعثة في مقر الإقامة بفندق نادي ضباط القوات المسلحة بالعاصمة أبوظبي، خاصة أن المعسكر حقق كل المكاسب التي كان يتمناها وخطط لها الجهاز الفني، لأنه أقيم في أجواء مثالية، نظراً للطقس الرائع في الإمارات حالياً، بالإضافة إلي جودة ملاعب التدريب التي تفوق أشهر الملاعب العالمية، بجانب أن المنتخب خاض مباراتين من العيار الثقيل، الأولي مع غانا يوم الخميس الماضي وخسرها المنتخب بنتيجة ثقيلة قوامها ثلاثة أهداف نظيفة، وكان اللقاء مساء أمس مع كوت ديفوار باستاد مدينة زايد الرياضية، وكان واضحاً أن برادلي لا يهتم كثيراً بالنتائج، ولكنه يركز علي وصول اللاعبين إلي أفضل درجات الانسجام، قبل أن يستأنف الفريق مشواره في تصفيات القارة السمراء لنهائيات مونديال البرازيل 2014 خاصة أن جهاز المنتخب بدأ يركز علي جهوده في إعداد اللاعبين نظراً لتوقف النشاط الكروي في مصر منذ فترة طويلة. وكانت المشكلة التي أبدي الجهاز الفني تخوفه منها قبل لقاء أمس هو أن القائمة لم تضم إلا الحارس عصام الحضري، بعد إصابة الشناوي، وعدم حضور شريف إكرامي لظروف الإصابة أيضاً. وتبدأ بعثة المنتخب رحلة العودة من أبوظبي بعد عصر اليوم، علي أن تصل إلي القاهرة في الساعة السابعة مساء، وتضم كل اللاعبين ما عدا لاعبي الزمالك محمود فتح الله ومحمد عبد الشافي ومحمد إبراهيم وعمر جابر وإبراهيم صلاح الذين يلتحقون بمعسكر الأبيض. من ناحية أخري تلقت إدارة المنتخب عرضاً لخوض مباراتين في فبراير المقبل مع بيرو وبنين في أبوظبي أيضاً بدلاً من المباراة الملغاة مع تشيلي. وفي الوقت نفسه حرص حسن فريد نائب رئيس اتحاد الكرة عقب وصوله أمس الأول علي الاجتماع مع برادلي ونفي له وجود أي نية للتعاقد مع أنور سلامة المدرب الحالي لفريق الجونة لتولي قيادة المنتخب في الفترة المقبلة، وأن اتحاد الكرة يريد توفير الاستقرار قبل الفترة الحاسمة من تصفيات المونديال، ولكن يبدو أن برادلي يشعر بعدم الأمان، لأنه لا توجد نار من غير دخان، خاصة أن الشائعات تواترت في الفترة الأخيرة، حول نية اتحاد الكرة إسناد المهمة إلي مدرب مصري، وخلال المعسكر وضح أن برادلي حزين من شيء ما، ولكن في الوقت نفسه يؤكد أنه لم يبلغه أحد بأي شيء بصفة رسمية، وبالتالي هو مستمر مع الفريق ولا يلتفت إلي الأقاويل التي تتردد بين الحين والآخر، وقال إنه سعيد من تجربتي غانا وكوت ديفوار، وكانت الفرصة متاحة أمامه لمنح الفرصة لعدد اللاعبين الذين لم يشاركوا من قبل نظراً لتوقف النشاط، لأنه يعرف أن لاعبي الأهلي في جاهزية كاملة.