د. شوقى السيد أصبحوا خلال الفترة الماضية جزءا لايتجزأ من العملية الانتخابية.. ورغم انهم لا يبدون للكثيرين عاملا واضحا في المعادلة الانتخابية ورغم انهم دائما خلف الكواليس الا انهم نجحوا في ان يكونوا عاملا رئيسيا في حسابات اي مرشح يحاول المنافسة علي مقاعد مجلس الشعب واستطاعوا ان يكونوا لأنفسهم سعرا وبورصة خاصة بهم تجعلهم يقدمون خدماتهم لمن يدفع اكثر.. وتختلف مهامهم من مرشح لآخر ومن دائرة لأخري ومن حملة دعائية لحملة اخري واصبح التهافت عليهم من قبل المرشحين امرا لافتا للنظر حيث دأب المرشحون علي الاستعانة بمديرين لحملاتهم الانتخابية يتخصصون في تنظيم جدول اعمالهم والتعرف علي مشاكل الدائرة الملحة وسبل جذب الناخبين. د. شوقي السيد الخبير القانوني عضو مجلس الشوري يقول عن هذه الظاهرة التي اصبحت لافته للنظر بشكل مبالغ فيه ان مديري الحملات الانتخابية مصطلح متعارف عليه وموجود في اكثر الدول حضارة وتقدما كما ان بعض الاعمال التي يقومون بها والتي يطلقون عليها dirty work معروفة ويتم ممارستها هناك ولكن الفرق هو ان هذه الدول تمارس ادارة الانتخابات باسلوب علمي ومدروس وقواعد ممنهجة ومعروفة للجميع وكل خطوة تكون محسوبة بالورقة والقلم والاكثر من ذلك هو ان بعض الاعمال التي قد يعتبرها البعض غير اخلاقية يفعلونها باسلوب قانوني ودون ادني مخالفة للدستور او القانون وهذا كله اتفقنا او اختلفنا معه فهو يتم بطريقة علمية مدروسه لأن هناك علما موجودا اسمه علم واصول ادارة الحملات الانتخابية.. واضاف ان ما لدينا لا يمكن اطلاق عليهم لقب او مصطلح مديري حملات انتخابية بالمعني العلمي الا في حالات قليلة جدا كان اهمها الحملة الانتخابية للرئيس حسني مبارك في الانتخابات الرئاسية الماضية وهي الحملة الوحيدة تقريبا التي كانت تتمتع بادارة علمية حديثة للعملية الانتخابية.. وقال ان المصطلح الاصلح لباقي المسئولين عن الحملات الانتخابية للمرشحين في مجلس الشعب هو سماسرة الانتخابات لأن هذا هو عملهم وهو جلب الاصوات للمرشحين باي طريقة واي ثمن ممكن ويتساوي في ذلك معظم المرشحين من مختلف التيارات والقوي السياسية. د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع قال ان هذه الظاهرة موجودة منذ فترة في الانتخابات المصرية ولكنها تطورت بشكل ملحوظ فقد كان المرشحون في الماضي يستعينون باقاربهم وابناء عائلاتهم في بعض الامور المتعلقة بالانتخابات والدعاية والتربيطات مع العائلات الاخري خاصة في القري والصعيد وكان الامر محدودا بعض الشيء في القاهرة ولكن مع بداية ظاهرة شراء الاصوات الانتخابية بدأ يتطور دور مسئول الحملة الانتخابية فبعد ان كان مطلوبا منه اكبر عدد ممكن من الأصوات يمكن ضمانها باي طريقة سواء عن طريق شرائها او اي طريق اخر ومن هنا بدأت تبزغ اهمية السمسار الانتخابي الذي يستطيع الوصول الي هذه الاصوات وليس ذلك فقط وانما التعامل مع اي تطورات تلحق بهذا الموضوع حيث ان المنافس لن يقف موقف المتفرج من هذا وهنا يأتي دور البلطجة وغيرها من التجاوزات التي نسمع عنها مع كل انتخابات ويقف خلف تنفيذها هذه الفئة التي افرزها المجتمع. ورغم النظرة السلبية التي ابداها الخبراء حول الدور الحقيقي لمديري الحملات الانتخابية او السماسرة الا ان عددا كبيرا من المرشحين في الانتخابات كان لهم رأي مختلف حول الموضوع حيث اكد المهندس سيد جوهر رئيس لجنة الشباب والرياضة في مجلس الشعب انه طوال فترات ترشحه في الانتخابات لمدة اكثر من 20 سنة لم يلجأ الي مدير حملة محترف او سمسار انتخابات وان المسئول عن حملته الانتخابية هو شقيقه واقاربه ومؤيدوه.. اما د.آمال عثمان رئيسة اللجنة التشريعية بمجلس الشعب اكدت ان العملية الانتخابية مسألة معقدة وليست سهلة وادارتها تتطلب نشاطا مكثفا ومجهودا غير عادي ومن المفترض ان يبحث المرشح او النائب عمن يعاونه في ادارة حملته الانتخابية ولكن المهم هو المعيار الذي سيختار المرشح بناء عليه نائبه فاذا كان المرشح شخصية محترمه وله ثقله في الدائرة التي يمثلها وله تاريخه وانجازاته التي تتحدث عنه فيجب عليه ان يختار من يحافظ علي هذا التاريخ وهذه الصورة دون ان يشوهه باعمال وتجاوزات لا تليق بمرشحه وفي احيان كثيرة لا تضيف اليه وانما تنتقص منه. اما مديرو الحملات الانتخابية اوسماسرة الانتخابات كما يطلق عليهم البعض اكد عدد كبير منهم ان المسألة كلها عرض وطلب وهم لا يسعون خلف النواب وانما العكس هو ما يحدث وذلك نظرا لخبرتهم بخبايا الدوائر واللعب الانتخابي الذي قد يلعبه المرشحون في الدائرة. أحمد أبورية