عندما تشير عقارب الساعة إلي السادسة والنصف مساء اليوم بتوقيت القاهرة »الثامنة والنصف مساءً بتوقيت أبوظبي«، يخوض المنتخب المصري مباراته الودية الثانية والأخيرة في معسكره الخارجي المقام حالياً في ضيافة دولة الإمارات الشقيقة، حيث يواجه امتحاناً جديداً من »المقام الكروي الرفيع« عندما يسهر مع »الأفيال« باستاد مدينة زايد الرياضية الذي يسع لأكثر من 54 ألف متفرج، ويأتي اللقاء بعد أربعة أيام فقط من المباراة الماضية أمام »النجوم السوداء« علي الملعب نفسه يوم الخميس الماضي والتي انتهت بخسارة ثقيلة للفراعنة قوامها ثلاثة أهداف نظيفة، ولكنها تبقي في النهاية تجربة قوية، حتي لو أن الأميركي بوب برادلي وجهازه الفني وجد نفسه مجبراً علي خوض مباراة غانا بتشكيلة ينقصها معظم الأساسيين، حيث لم يشارك فيها عدد كبير من »نجوم الشباك« وتحديداً لاعبي الأهلي الأكثر جاهزية وثباتاً علي الأرض، بحكم مشاركتهم في دوري أبطال أفريقيا ونهائيات كأس العالم باليابان، ومن هنا فإن مباراة اليوم سوف تشهد وجهاً مغايراً للمنتخب المصري، حيث يستعين برادلي ب »الطبعة الأصلية« ويتكون التشكيل من عصام الحضري وأحمد فتحي ووائل جمعة ومحمود فتح الله ومحمد عبد الشافي وإبراهيم صلاح وحسام عاشور وعبد الله السعيد ومحمد أبوتريكة ومحمد ناجي جدو والسيد حمدي. وتأتي المباراة في إطار المعسكرات المتتالية التي يخوضها المنتخب في ظل توقف المسابقات المحلية، وذلك لتجهيز اللاعبين قبل استئناف التصفيات الأفريقية لنهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014 بمباراة زيمبابوي بالقاهرة يوم 22 مارس المقبل، في الجولة الثالثة لمنافسات المجموعة السابعة، فيما يستعد منتخب كوت ديفوار في الفترة الراهنة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية التي تنطلق في جنوب أفريقيا بعد أيام. وعقب مباراة اليوم تستعد البعثة لرحلة العودة إلي القاهرة بعد ظهر غد، فيما ينضم لاعبو الزمالك إلي معسكر الأبيض في أبوظبي استعداداً لبداية الموسم الكروي الجديد. وسوف تكون المباراة علي موعد مع حدث مهم يتعلق بإنجاز شخصي للحارس العملاق عصام الحضري الذي سوف يخوض مباراته الدولية رقم 138 مما يجعله يتخطي المدافع الكاميروني الشهير سونج الذي يتساوي معه الحضري حالياً ولكل منهما 137 مباراة دولية. علي صعيد آخر يدرس الجهاز الفني بقيادة برادلي إمكانية خوض مباراة ودية مع السنغال بالمغرب يوم 6 فبراير المقبل كآخر مراحل الاستعداد لمباراة زيمبابوي في التصفيات المونديالية، ولكن المشكلة الوحيدة تكمن في أن المباراة لن تكون بمقابل مادي، وهو ما عرضته الشركة التي ستقوم بتنظيم المباراة. واختتم المنتخب المصري استعداداته لمباراة كوت ديفوار بتدريب قوي أمس بمشاركة جميع اللاعبين، بعد أن وصل لاعبو الأهلي السبعة من الرياض صباح أمس الأول، وركز المدرب علي الخطة التي سوف يخوض بها اللقاء، وحرص علي علاج الأخطاء التي وقع فيها الفريق في المباراة الماضية. من ناحية أخري يدخل منتخب كوت ديفوار مباراته الودية مع نظيره المصري التماساً لتحقيق فوز معنوي علي أكثر المنتخبات المتوجة باللقب القاري، لعله يتغلب علي الحاجز النفسي الذي يمنعه من معانقة الكأس السمراء علي الرغم من أنه يملك أفضل العناصر المحترفة في القارة العجوز، وقبل كل بطولة قارية يصبح المنتخب الإيفواري مرشحاً فوق العادة لانتزاع اللقب، ولكنه لم يفعلها منذ عام 1992 مكتفياً بالوصول للمباراة النهائية في بطولتي 2006 في مصر ، و 2012 في الجابون وغينيا الاستوائية . ويملك الإيفواري دافعاً قوياً للتويج باللقب يتمثل في أن جيلاً كاملاً من أشهر نجوم الكرة الإيفوارية يريد وضع حد لمسيرته الدولية ببطولة كبيرة استعصت عليهم منذ سنوات، وعلي رأس هؤلاء النجوم ديديه دروجبا نجم تشيلسي السابق والمحترف حالياً في شنغهاي شينهوا الصيني، وهو علي أعتاب العودة من جديد للقارة العجوز، حيث ترغب الأندية الكبري في الحصول علي خدماته. ومن الأسماء الأخري التي تحلم بالخلاص من عقدة أمم أفريقيا، تمهيداً للاعتزال الدولي، يايا توريه نجم مان سيتي، والحارس بوبكر باري المحترف في لوكيرن البلجيكي، وديديه زوكورا لاعب طرابزون سبور التركي، وغيرهم من النجوم الذين شاركوا في جميع البطولات القارية خلال العقد الماضي ولكنهم لم يتمكنوا من معانقتها. يملك المنتخب الإيفواري في قائمته التي تخوض نهائيات أمم أفريقيا في جنوب أفريقيا بعد أيام 22 لاعباً محترفاً، ولاعب واحد فقط يلعب في الدوري الإيفواري وهو الحارس بدارا علي، فيما تتوزع بقية العناصر علي دوريات العالم، بواقع 5 لاعبين في الدوري الإنجليزي، و 4 في الدوري الفرنسي، فضلاً عن اللاعبين الذين ينشطون في دوريات ألمانيا واسبانيا وهولندا وغيرها من دوريات العالم. ويتولي النجم الفرنسي التونسي الأصل صبري لموشي تدريب المنتخب الإيفواري، وهو صاحب تجربة كبيرة كلاعب في دوريات فرنسا وإيطاليا وقطر، ولكن تجاربه التدريبية ليست كبيرة، إلا أن المنتخب الإيفواري بما يضمه من عناصر جيدة لا يحتاج إلي مدرب خبير بقدر ما يحتاج إلي قليل من الحظ لإنهاء عقدته الأبدية مع الكأس الأفريقية.