بالعين المجردة.. وبعد الغروب مباشرة توجه ببصرك للسماء وبالتحديد تجاه الجزء الشرقي الجنوبي ستستطيع بسهولة ولأول مرة رؤية كوكب المشتري في صورة نجم ساطع يرقد بجوار القمر في هذه الايام يزور المشتري كوكب الارض في رحلة فريدة يقترب خلالها من الارض بصورة كبيرة .. ومنذ أيام قليلة وصل اقتراب المشتري للذروة حيث أصبح علي بعد 004 مليون ميل بعد ان كان يبعد 006 مليون ميل وهو ما لم يحدث منذ 74 عاما كما ان هذا الحدث لن يتكرر إلا بعد 21 عاما.. د. علاء ابراهيم أستاذ فيزياء الفضاء بالجامعة الامريكية والباحث الزائر بوكالة ناسا الفضائية يؤكد ان هذه الزيارة تعد حدثا هاما للباحثين في مجال الفضاء لأنها تسمح باجراء دراسات للكوكب عن قرب بما يساعد في فهم العديد من الظواهر الطبيعية والكونية وخلال هذه الزيارة سوف يتمكن العلماء بالفعل من التعمق أكثر في دراسة العواصف التي تحدث علي سطح المشتري.. وبالتالي يتمكن علماء الطقس والارصاد من صياغة نماذج عن تحركات العواصف علي سطحه.. وهو ما يمكن تطبيقه علي كوكب الارض والاستفادة به في فهم أدق لطبيعة الطقس علي سطح كوكبنا والتنبؤ ببعض الظواهر قبل حدوثها ويقول د. علاء ابراهيم ان كوكب المشتري هو أهم الكواكب لكوكبنا فهو أكبر جرم سماوي في المجموعة الشمسية بعد الشمس فكتلته تعادل مرتين ونصف كتلة جميع الكواكب.. ونتيجة ذلك هو وجود مجال جذب عالي لهذا الكوكب يعمل علي تغيير مدار كثير من المذنبات التي يمكن ان تصطدم بالارض ويكون لها تأثير مدمر علي الحياة.. وعن أهمية هذا الحدث أيضا استخدام تليسكوب جاليليو في رصد الكوكب ودراسته وهذا التليسكوب هو الذي مكنا - من 004 سنه - من تغيير النظرة الخاطئة للأرض حيث كنا نظن ان الارض هي مركز الكون وأن الاقمار جميعا تدور حول الارض فقط ولكننا اكتشفنا ان المشتري أيضا له أقماره وأن هناك أقماراً تدور حول كواكب أخري وكل هذه الاكتشافات كانت الأساس في فهم طبيعة حركة الارض في المجموعة الشمسية وهو ما ساعد في تطوير نظم الاستشعار عن بعد والأقمار الصناعية والبث الفضائي وغيرها كما انه من خلال هذا التليسكوب نقوم الان برصد المشتري ودراسة الظواهر الموجودة فوقه.
