أدعو السيد محافظ القاهرة الي جولة بدون حراسة أو موكب وسيرا علي الاقدام تبدأ من منتصف شارع »62« يوليه اسفل كوبري مايو باتجاه منطقة الاسعاف وصولا الي شارع طلعت حرب ليري بنفسه وبعينه ما صنعه الباعة الجائلون بهذه المنطقة التي بناها الخديو اسماعيل لتحاكي مباني وشوارع باريس، واعتقد ان السيد المحافظ لن يقبل هذه الدعوة وان قبلها لن يتمكن من السير خطوة واحدة فالباعة بعدما افترشوا الرصيف واحتلوه واخذوه غصبا بوضع اليد رغم أنف المحافظة وشرطة المرافق والحكومة العاجزة عن مواجهتهم نزلوا الي الشارع بل امتدوا الي نهر الطريق الذي كان يتسع الي سير اكثر من سيارة واصبح الان يتسع لمرور سيارة واحدة وبالكاد ولعلم السيد المحافظ ان هؤلاء الباعة الجهلاء يرون ان من حقهم اغتصاب الطريق من المارة ومن الحكومة ولن يتنازلوا عن أي أرض اكتسبوها ووضعوا بضاعتهم فيها ولعلم سيادته ايضا ان المشكلة في تطور وتحديث فبعدما كانوا يحتلون الشوارع نهارا ويتركونها ليلا وتخزين بضاعتهم في اماكن مخصصة لذلك اصبح مكان البيع هو مكان التخزين والمتوقع في الفترة القادمة ان يبنوا علي الارصفة حجرات صغيرة ليتمكنوا من الاقامة بجوار مكان عملهم حتي يتجنبوا صعوبة المواصلات وزحمة الشوارع وأقدم لسيادة المحافظ معلومة قد تكون غائبة عنه ان هؤلاء الباعة ابطال مأساة الهجرة الداخلية من الاقاليم الي العاصمة وهي المأساة التي لا يهتم بها المسئولون وهم ايضا اسباب ارتفاع أسعار شقق القانون الجديد التي وصلت الي أرقام خيالية هم قادرون علي دفعها فالمكسب سريع بلا أي التزام وضرائب أو فواتير كهرباء ارتفعت علي المواطن وهم يسرقون التيار الكهربائي علي مرأي ومسمع من شركة الكهرباء وشرطتها.