أين » أم الدنيا« ؟... أين مصر التي نعرفها ؟ أين "أم الدنيا"... هل ماتت أم اغتيلت ؟ هل احترقت أم دمرت ؟ هل انقسمت أم انفجرت ؟ هل انتهت أم ولدت ؟... وهل مصر الآن "أم الدنيا" ؟... أم الدنيا لقب وشرف ومرتبة ودرجة لمجتمع كان أفضل من مجتمعات أخري في مجالات عديدة مثل الأمن والأمان، جودة الحياة، مستوي المعيشة، العلاقات الإنسانية، العدل والعدالة، التقدم والحداثة، التنوع والتراث، سهولة ويسر الحياة، التكافؤ والمحبة، الابتسامة والمودة، النقل والمواصلات، فرص العمل والاستثمار، البيئة والجمال... انهارت مصر كدولة وأمة وشعب في عامين بعد ثورة مجيدة ورائعة... وما يحدث الآن من احتقان وانقسام بين أبناء الوطن الواحد هو انزلاق سريع للدخول في النموذج العراقي ثم الإيراني للديمقراطية بدلا من النماذج المتحضرة للديمقراطية... من الذي يشجع علي القتل والدماء والهدم والتخريب... من الذي يقتل ويغتال في "أم الدنيا" ؟؟... أين مصر وأين المصريون ؟... المشهد الحالي يشير إلي: أولا : غياب تام للقيادة الواعية، ثانيا : انحسار كامل للحكمة والرشد، ثالثا : الرغبة المدمرة في كراسي السلطة لأشخاص وتيارات وأحزاب، رابعا : الرغبة الشرهة في الاستيلاء علي الوطن بأي ثمن، خامسا : انقسام كامل بين أبناء الوطن وتيارات الوطن، سادسا : ضياع هيبة الدولة، سابعا : رغبة وإصرار علي الهيمنة علي ما بقي في الدولة المصرية خاصة القضاء والشرطة والجيش، ثامنا : غياب كامل للمعلومات عن الشعب، تاسعا : تباطؤ العدالة الناجزة، عاشرا : تفتت الثوار، حادي عشر: دعوات للعصيان المدني ولمزيد من التدمير والانتقام والغدر، ثاني عشر: تدخلات إقليمية ودولية في انهيار مصر الحالي، ثالث عشر : إعلام يساهم في تدمير وانقسام الوطن، رابع عشر: برلمان ولد علي بحر من الدماء بواجهة ديمقراطية وجوهر دكتاتورية دينية، خامس عشر : تخبط ومزايدات سياسية وفئوية وحزبية ونقابية، سادس عشر : اختلافات واتهامات تتزايد بين الوطنيين والتخوين والعمالة لآخرين، سابع عشر : تيارات مدمرة للانتقام والغدر والانقسام، ثامن عشر: شباب ضاع حلم ثورته تحول من العقل والبناء إلي الحجارة والمولوتوف، تاسع عشر : تربص وانقضاض لجمع الغنائم والمكاسب من مراكز القوي الجديدة باسم الدين تارة وبالابتزاز والسرقة والنهب تارة أخري، عشرون : غياب للأمن والأمان وانتشار الجريمة، واحد وعشرون : انهيار اقتصادي كبير، اثنين وعشرون : أمية وفقر وبطالة تزداد، ثلاثة وعشرون : شعب - مغلوب علي أمره - يصارع الحياة، اربعة وعشرون : دستور حوله خلاف خمسة وعشرون : ضرائب بمفهوم الجباية تدمر حلم التنمية والتقدم... وفي وسط هذا المشهد ضاعت "أم الدنيا" وضاع ويضيع "المصريون"... وأتساءل مثل كل مصري بل مثل كل إنسان متحضر يحب مصر التي نعرفها وليست التي نراها الآن... أتساءل: هل يمكن أن تعود "أم الدنيا" لمصر مرة أخري ؟ هل يمكن أن يتم الدعوة لمبادرة "للمصالحة الوطنية والمحبة بين أبناء الشعب الواحد" ؟ هل يمكن أن يعود كل مصري لكي يعمل ويبني ويزرع ويعلم ؟ هل يمكن أن نعيد المحبة إلي ارض المحبة ؟ والابتسامة إلي الأجيال الحزينة ؟ للأسف لا يمكننا إعادة من استشهد أو قتل غدرا أو عمدا ولكن هل يمكن أن نرسخ مفاهيم العدالة بدلا من الثأر، والوحدة بدلا من القصاص، والعقل بدلا من الجنون... والمحبة بدلا من الكراهية... والعمل بدلا من الابتزاز... والبناء بدلا من الهدم... دعوة لكل المصريين... دعوة للمصالحة من أجل مصر... لكي نبدأ مسيرة التقدم والبناء... كيف نبدأ "المصالحة الوطنية " وإنقاذ الوطن ؟