العالم كله يتحدث الآن عن الفضيحة المدوية لمضمون الوثائق الأمريكية المتعلقة بالعراق والتي نشرها موقع »ويكيليكس« الإلكتروني والتي شملت 004 ألف وثيقة كلها متعلقة بحرب العراق. انها تكشف بما لا يدعو لأدني شك عدم مصداقية السياسة والادعاءات الأمريكية فيما يتعلق بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. تضمنت هذه الوثائق فضحا كاملا وموثقا لممارسات القوات الأمريكية وكذلك للدور الذي قام به عملاؤها وفي مقدمتهم رئيس الوزراء الحالي نور المالكي في قيادة كتائب الموت والاغتيال والتقتيل لأبناء الشعب العراقي. ويأتي نشر هذه الوثائق الأمريكية التي لم يجرؤ مسئول في واشنطن علي التشكيك في صحتها أو تكذيبها لتؤكد مدي التدليس الذي تتسم به الممارسات السياسية الأمريكية. انها وفي الوقت الذي تقود الحملات لمحاكمة مجرمي الحرب في كل أنحاء العالم نجدها ووفقا لما جاء في هذه الوثائق.. اما ارتكبت نفس الجرائم عن طريق جنودها وقواتها أو انها تعمدت التغطية علي عملائها العراقيين الذين سلمتهم أمور العراق بعد الغزو والذين ارتكبوا جانبا أساسيا من هذه الجرائم. كما كشفت هذه الوثائق أيضا عن الدور المخرب الإجرامي الذي قامت وتقوم به ايران في هذا البلد العربي والذي تجسد في تسليح بعض المليشيات الشيعية التي جابت البلاد العراقية تدميرا وقتلا وتذبيحا وإرهابا. لقد ثبت يقينا ان الجرائم التي ارتكبها صدام حسين الذي تم اعتقاله ومحاكمته عليها ثم إعدامه بإيعاز ومباركة أمريكية لا تساوي شيئا علي الإطلاق أمام جرائم أمريكا وعملائها منذ الغزو والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من العراقيين الأبرياء. لا جدال ان هذا المسلسل الدموي الذي قادته الولاياتالمتحدة في غزوها للعراق والتي سجلتها هذه الوثائق سوف يظل نقطة سوداء في التاريخ الأمريكي وفي تاريخ الإنسانية. انها تؤكد ان المزاعم الأمريكية التي تروج لدفاعها عن حقوق الإنسان ما هي إلا تبريرات وتغطيات للمصالح الاستعمارية وباب لفرض السيطرة والهيمنة علي دول وشعوب العالم. الغريب ان تجمع هذه الوثائق بين الممارسات الأمريكية الإجرامية وكذلك الإيرانية التي كانت تتم علي مشهد من الوجود الاحتلالي الأمريكي للعراق من خلال عملاء طهران وهو ما يؤكد توافقهما علي تدمير الشعب العراقي ومقوماته وتطلعاته إلي الحياة الكريمة الآمنة. وإذا كانت بعض طوائف الشيعة قد اتهمت نظام صدام بقتل العديد منهم فإن الوثائق الأمريكية أكدت قيام الميليشيات الشيعية الإجرامية بقتل مئات الآلاف من العراقيين السنة. بالطبع فإنه لا جدوي من المحاولات التي يقوم بها القتلة المجرمون الذين حددتهم هذه الوثائق ومنهم رئيس الوزراء المنتهية ولايته في انكار جرائمهم والتهرب من المسئولية. لا جدال ان الشعب العراقي وعلي ضوء ما تتسم به هذه الوثائق من صدمة سوف يدرك حقيقة السفاحين القائمين علي أموره . هؤلاء العملاء جاءوا إلي الحكم علي أسنة السلاح الأمريكي بعد سقوط نظام صدام حسين الذي يتحمل بغبائه وجهله وانصياعه للخداع الأمريكي دورا أساسيا فيما تعرض ويتعرض له هذا البلد العربي وشعبه. من ناحية أخري فإنه لابد وأن يدرك الشعب العراقي بكل طوائفه مدي الحقد الذي تضمره ايران الفارسية التي تنكرت لإسلاميتها وما تلقيه عليه من مسئولية تجاه العراق المسلم وشعبه. انها لم تكتف بالدور الذي قامت به في نصب حلقات القتل لإخوانهم في الدين والعروبة وإنما هي وتحت تأثير الحقد والطائفية مستمرة في العمل من أجل اغتيال حرية وسيادة العراق من خلال التدخلات وفرض عملائها علي الحكم لمواصلة سياسة الخضوع والخنوع لها. من المؤكد ان الشعب العراقي قد كشف حقيقة كل من أمريكا وإيران والتي ثبت بالوثائق انه لم يكن من هدف لكليهما سوي القضاء علي العراق القوي الموحد. السؤال الآن أين هي منظمات حقوق الإنسان العالمية وأين محاكم جرائم الحرب الدولية تجاه كل ما تناولته وثائق »ويكيليكس«. الشيئ المتوقع كالعادة هو أن القائمين علي هذه المحاكم سوف يصيبهم الخرس لأنهم وللأسف الشديد يقعون جميعا تحت السيطرة والهيمنة الأمريكية يعملون في خدمتها وهو ما يجعلنا نقول علي الإنسانية السلام.