د. أحمد نوار بعيدا عن حالة الانقسام التي وصلت إلي مرحلة الاحتقان الذي يؤدي في بعض الأحيان إلي مرحلة خطيرة وهي العنف الذي لا أتمناه بين أبناء مصر، أعلن الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية مساء السبت الماضي دعوة الشعب إلي الاستفتاء علي »مشروع الدستور« صباح السبت الموافق الخامس عشر من هذا الشهر، فور استلامه المشروع من رئيس الجمعية التأسيسية في حفل كبير حضره أعضاء الجمعية ورجال الدولة من القيادات، فخامة الرئيس لم أتحدث عن تداعيات الموقف العام للجمعية وانسحاب المؤسسات المدنية والأحزاب والذي أفرغ الجمعية من مشاركة الأحزاب والمؤسسات الأخري في هذا الإعداد، وأصبح أغلبية المشاركين من فصيل واحد، ولكن سأتحدث عن محورين الأول عن أهمية إطلاع المواطنين بدقة لمواد المشروع وفي أغلب الأحيان سيحتاج المواطن لتفسير بعض المواد.. وذلك قبل أن يقوم بالموافقة أو عدم الموافقة، لذا يستوجب هذا الوضع ضرورة قيام أجهزة الإعلام المرئية بتحديد توقيت يومي محدد لعرض وتفسير مجموعة من المواد توزع علي أسبوعين هذا من جهة، والأمر الآخر هنا ماذا لو كان عند الكثيرين آراء أو اقتراحات تستلزم الدراسة ان كانت إعادة صياغة بعض المواد أو اضافة بعض المواد، وواضح من الإجراءات التي تمت والمعلنة أنه يصعب تحقيق ذلك، وهذا وضع غير قانوني وغير ديمقراطي، ماذا عن الأميين الذين لا يعرفون القراءة ولا الكتابة والدستور يعطيهم الحق في التصويت وابداء رأيه في الدستور.. كيف؟ هذه قضية في غاية الأهمية لابد من دراستها جيدا ووضع تصور لكيفية تجميع آراء المواطنين عن طريق آليات تضمن وصولها، ثم اعطاء اللجنة فرصة أخري وبحضور ومشاركة جميع الممثلين للأحزاب والمؤسسات المدنية، المحور الثاني يتعلق بآلية التصويت أو الاستفتاء بابداء الرأي، هذا يستوجب توافر عدة شروط تتوافر في المواطن الذي له الحق في التصويت، وبطبيعة الحال يجب أن تتوافر في المواطن السهولة علي قراءة المسودة بالإضافة إلي منهجها، فالتصويت في هذا الاستفتاء ليس اختيارا شكليا بل موافقة علي مضمون ومفهوم أكثر من مائتي مادة كل منها تحتاج إلي تأمل وتدقيق.. حتي يستطيع المواطن أن يؤدي واجبه الوطني بأمانة ومصداقية حتي ولو تتطلب مد فترة الإعداد عدة شهور أخري، مشاركة الشعب في إعداد الدستور يعني مشاركة الشعب في بناء حاضره ومستقبله، لذا يجب وضع واصدار تشريع ينص علي ضرورة توافر عنصر القراءة عند المواطنين الأميين، أو يقتصر التشريح علي الحاصلين علي احدي الشهادات التعليمية وبعيدا مصر تستحق من الشعب التوحد والتكامل والتكاتف للخروج من هذا الكم من الأزمات الاقتصادية وغيرها.. من أجل الحفاظ علي كبرياء مصر وعزتها وكرامتها.