العدالة الاجتماعية هي من أهم أولويات أجندة العمل القومي.. وإنني علي يقين أننا كمجتمع قادرون علي تحقيق الهدف.. وإذا كنت احد المهتمين والمؤمنين بأن القضاء علي الفقر في مصر هو أهم القضايا الوطنية فإن ترسيخ العدالة الاجتماعية هو الطريق الرئيسي والوحيد أمامنا لمواجهة الفقر ولتحقيق انطلاقة التنمية لكل قطاعات المجتمع وليس لفئة محدودة فيه. العدالة الاجتماعية هي مساواة وتكافؤ بعلاقات أبناء الوطن الواحد داخل المجتمع الواحد وتحديدا هي من المسئوليات والحقوق والواجبات للفرد في المجتمع ويشمل ذلك التعليم والصحة والنقل والمواصلات والمعاشات والأمن والأمان والعمل والانتقال والتملك والاستثمار... تداعيات الأحداث الحالية تذكرنا بقضايا المصريين العادلة والمشروعة والعاجلة سواء في حادث قطار أسيوط بقرية المندرة بمركز منفلوط ومقتل 53 طفلا ومسلسل إرهاب واغتيال جنود الجيش والشرطة الأبرياء في سيناء وتوابعه الخطيرة السياسية والعسكرية والتي قد تقحم المصريين في صراعات تقضي علي أحلام التنمية والعدالة الاجتماعية. قضية العدالة الاجتماعية - ليست للمزايدة - ولكنها للعمل القومي الجاد تبدأ - كما ذكرت من قبل - بخريطة واضحة ودقيقه - بالمعلومات - بفجوات التنمية والفقر لكل محافظة ومدينة وقرية وهذه الخريطة موجودة. وقد تم إعداد قاعدة البيانات القومية ونظم المعلومات الخاصة بها في منتصف التسعينيات وهي توضح التباين والاختلاف بين توافر الخدمات للمواطنين علي مستوي كل محافظة وكل مدينة بل وبكل قرية.. وتم تحديثها بعد ذلك. وهي أهم مرجع لوصف مصر بالمعلومات يمكن من توجيه مسيرة التنمية والتطوير لما هو أهم بدلا من توجيه الموارد بصورة مطلقة. بالمثل في إتاحه الموارد والمشروعات الخاصة بالمياه والصرف الصحي يجب أن تكون بحيث توفر العدالة في توفير المياه النقية للمواطنين علي مستوي الجمهورية ولا يكون هناك فوارق كبيرة بين أسرة في العاصمة وأسرة في قري المنيا والفيوم وكفر الشيخ أو الوادي الجديد.. العدالة الاجتماعية في توفير الخدمات هي جزء من مفهوم الخدمة الشاملة، وهو بتوفير الحد الأدني للخدمة المتكافئ - بعدالة - لكل المصريين.. وبالمثل حق المواطن في الانتقال وان تكون هناك وسيلة مواصلات يتمكن من تكلفتها علي بعد مناسب منه ولا يعقل أن تكون خارج طاقته أو أن تكون علي بعد خمسة كيلومترات منه.. الدول المتقدمة توفر النقل العام والمسكن بالجودة الملائمة لكل فئات الشعب. العدالة الاجتماعية هي سياسة لطريق الأمل والتقدم، والتوازن والسلام الاجتماعي والأمن القومي وتضييق فجوات التنمية في المجتمع. العدالة الاجتماعية هي مبدأ رئيسي لدستور يتبناه المجتمع وسياسة واضحة تصيغها قيادة حكيمة، وحكم راشد ومواطن مسئول ملتزم ذو قيم وأخلاق... العدالة الاجتماعية هي حق ومسئولية، وواجب والتزام. العدالة الاجتماعية تتحقق من خلال مفتاحي نجاح أولهما »بناء الثقة والمحبة« وثانيهما »العدالة والمساواة«.. العدالة الاجتماعية تبدأ بقيادة ورؤية ويغذيها الإخلاص والعطاء.. ويشارك فيها كل المجتمع دون تفرقة بين حكومة أو رجال أعمال أو مؤسسات مدنية أو فقراء.. سيمفونية التنمية أساسها فريق ومايسترو للوصول للعدالة الاجتماعية الحقيقية.