د. هشام الشرىف فقر الفكر يزيد من حده الفقر وعدد الفقراء ... وفكر الفقر يحول كل المجتمع إلي فقراء ... الفقر هو نتيجة مباشرة للجهل وضحية للسياسة وغياب المعرفة . المتابع للإعلام المصري يري بوضوح تزايد مساحات العناوين والمقالات التي تطرح لموضوعات مثل الفقر ، العدالة الاجتماعية، الدعم، التضامن وغيرها... معظم السياسيين عبر حكومات كثيرة يتحدثون عن الفقر والفقراء دون رؤية وقدرة واضحة تستطيع انتشال الفقراء وتخفيف حده الفقر في المجتمع . البعض علي مستوي الحدث ونسبة ليست بقليله ليست لديها وعي بمتطلبات هذه المرحلة من رؤية ومعرفة وإدراك وقدرة علي سرعة تحقيق أهداف المرحلة . وهذا الزخم من اللقاءات والبرامج والفتاوي التي نتابعها بها جوانب موضوعية ولكن بها أيضا لغط وصوت عالي واجتهادات سطحيه ... واسمحوا لي أن نتساءل ما هو هدفنا... هل هو تحقيق العدالة الاجتماعية ؟ أم هو تخفيض حده الفقر ؟ أم هو القضاء علي الفقر ؟ أم تحقيق أهداف الألفية التنموية (الواضحة) ؟ أم هو القضاء علي الدعم لغير مستحقيه ؟ أم هو تخفيف معاناة الجماهير ؟ أم هو رفع مستوي الخدمات ؟ أم هو وقف الاستغلال والانتهازية ؟ أم هو مواجهه الفساد والإفساد واستغلال المجتمع ؟ أم هو السيطرة علي الزيادة في الأسعار ؟ أم هو تخفيض حدة الاتساع بين الغني الفاحش والفقر المدقع ؟ أم هو العمل علي فتح أبواب العمل والأمل للمجتمع ؟ أم هو بناء المجتمع المتوازن ؟ أم هو تأكيد مسيرة وتجانس مجتمع ليبرالي يعمل بآليات وضوابط السوق الحر ؟... ولكن لا يوجد فيه فقر مدقع... ولا يوجد فيه استغلال أو تخصيص لثروات المجتمع (دون عدالة وتكافؤ) لحفنة قليلة علي حساب فقراء المجتمع المصري. أجندة ترسيخ العدالة الاجتماعية وتخفيض فجوات الفقر هي أهم أولويات مصر ... وهي أجندة سياسية واقتصادية واجتماعية متعددة الأبعاد. وسؤالي الحاكم ما هو برنامج العمل القومي لترسيخ العدالة الاجتماعية (السلمي) ... أين هو ؟ إذا كان هو في موضوع الدعم فهذا اختزال كبير في تحد هيكلي هو جزء - ولاشك فيه - من القضية الأكبر ... نريد أولا : برنامج قومي واضح يعكس احتياجات المصريين ويصادق عليه ويعبر عن طموحاتهم من خلال المؤسسات والأحزاب الوطنية ، وثانيا : نريد عرض خريطة الفقر المصري علي المجتمع وعلي هذه المؤسسات وهي الخريطة التي تم إعدادها في منتصف التسعينات في مركز المعلومات ودعم القرار كي يشارك كل المصريين في تحديد الأولويات والقضاء علي فجوات التنمية وأتمني أن توضع للاستخدام الفوري ، وثالثا : نريد برامج ومشروعات حول أهداف الألفية تعلن نتائجها كل ثلاثة أشهر علي المجتمع المصري وأتصور أن هذا هو الشغل الشاغل للمجتمع، ورابعا : الاستمرار في برامج تشجيع الاستثمار والتشغيل من اجل خلق فرص عمل ، وخامسا : التطوير الجذري للتعليم لإدخال المواطن المصري كمنافس في المنطقة العربية والعالم بدلا من التهميش ، وسادسا : الارتقاء الجغرافي بالخدمات (في كل المحافظات) وبناء علي خريطة المعلومات الدقيقة بحيث تقل الفوارق في الخدمات (الفرق بين ما يقدم في القاهرة والمحافظات ذات المعاناة) في الصحة والمياه والتعليم وبنيه التشغيل وفرص العمل حتي رغيف الخبز والرياضة ، وسابعا : تخفيض معدل الزيادة في السكان، وثامنا : تمكين المرأة والطفولة ، وتاسعا : مواجهة الفساد والمفسدين، وعاشرا : ترسيخ واحترام القانون وتأمين الشارع المصري، وحادي عشر: ترسيخ الديمقراطية، وثاني عشر : نشر ثقافة... الأمل والمحبة .