جمال الغيطانى منذ سنوات قريبة جري حادث علي حدودنا الشرقية عندما مهدت قوات حماس لاجتياح الحدود المصرية من خلال هجوم علي مركز الحراسة الرمزية. وتم إنزال العلم المصري، خلال ساعة ونصف الساعة فقط تدفق إلي رفح المصرية والعريش سبعمائة وخمسون ألفا من الفلسطينيين في سابقة لم تحدث من قبل.. في ذلك الوقت كان الحصار مضروبا علي غزة، وكان هناك نقص في الأدوية والأغذية، بعكس مظاهر التنعم والرغد التي يبدو عليها قادة حماس، وادعو إلي تأمل باقة الزهور الثمينة التي تتصدر اجتماعات إسماعيل هنية، مما يعنيني حجم التدفق الذي وصل إلي ثلاثة أرباع المليون، تذكرت تقريرا لجنرال اسرائيلي ترجم عن العبرية وتم طباعته في ملحق مجلة الثقافة العالمية التي تصدر عن المجلس الأعلي للفنون والآداب بالكويت، كان ذلك في الثمانينيات من القرن الماضي، ولكم اتمني من الاصدقاء في الكويت اعادة طباعة هذا الملحق فالدراسة التي أعدها الجنرال الاسرائيلي تفسر لنا ما يجري الآن، خاصة في سيناء، هناك خطة لتهجير ما تبقي من الشعب الفلسطيني في إسرائيل، الأولوية للفلسطينيين في غزة، مليون ونصف يمكن عبورهم الحدود إلي سيناء التي ماتزال بلا تعمير، خالية، والتي اهملها النظام السابق في مصر لمدة أربعين عاما، ويبدو ان الأمر لا يمثل مشكلة بالنسبة للنظام الإخواني، فالأرض في مفهومهم الايديولوجي للأمة، وحماس من الأمة، والجماعات التي تحتل سيناء من الأمة ، أما الهدف الأكبر فعودة الخلافة، ومن هنا ليست هناك مشكلة وطنية بالنسبة للجماعة لأنه في مفهومها لا وجود للوطن أصلا، تهجير أهل غزة إلي سيناء سيمثل حلا مثاليا لاسرائيل خاصة ان اعلان الدولة اليهودية النقية علي الأبواب، وقد يتبعه تهجير عرب إسرائيل وبذلك تصبح اسرائيل دولة يهودية نقية تماما وهذا هدف يتم العمل من أجله، هل يفسر ذلك احتلال سيناء من الجماعات الجهادية الآن، والدور المريب الذي تلعبه حماس، والرقة البادية في تعامل النظام الإخواني مع الجماعات في سيناء ودعوتهم بحنية للعودة إلي الوطن؟، مجرد محاولة للفهم لا تولد إلا مزيدا من الأسئلة.