أحمد غراب محاولات التحرش بعقولنا تطل برأسها من آن لآخر للعبث بذاكرة المجتمع ومحو وعي افراده.. هذه المحاولات تجيد خلط الاوراق وقلب الحقائق وإلباس الحق بالباطل بعد ان تخلصنا من عيادات العلاج بالقرآن التي تفشت في مختلف المحافظات زفت الينا الصحف انباء وجود مراكز جديدة لعلاج فيرس سي ببول الابل، وفي ظل المناخ الطبي الذي اصبح سداحا مداحا لكل من هب ودب ان يعالج المرضي الغلابة ببول الابل وروث الحمير ان اراد دونما محاسبة او عقاب من اي جهة. ويزيد الطين بلة ادعاء البعض ممن انتفخت جيوبهم ان عبثهم بعقول المرضي وصحتهم مشتق من الطب النبوي الشريف هناك فرق بين السنة النبوية- وهي ما ورد عن الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم من قول او فعل او تقرير- وبين الاحكام الفقهية المستنبطة من هذه السنة الشريفة، وهذا لا يقوم بتفسيره وتوضيحه لنا الا علماء الحديث والسيرة والفقه المقارن، اما محترفو تنفيض جيوب المرضي فهم آخر من يتحدثون عن الطب النبوي كي لا يسيئوا لاعظم الخلق وافضل الرسل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام رواية التداوي بخلط لبن الابل بأبوالها وردت في صحيح البخاري لكن ذلك لا يعني ان هناك امرا نبويا بالتداوي بهذا الخليط في كل زمان ومكان من جميع الامراض، وخاصة ان الفقهاء مثل ابن حجر العسقلاني في كتابه »فتح الباري في شرح صحيح البخاري« تعرضوا لتفسيرها بموضوعية واقروا بصحتها مع التأكيد علي عدم جواز التداوي ببول الابل لانه نجس، وان الرواية الخاصة بالتداوي بخليط أبوالها بألبانها كانت لضرورة تقدر بزمانها ومكانها وليس فيها الاشارة من قريب او بعيد لفيرس سي، او الالتهاب الكبدي الوبائي، ولو كان الامر بذلك في علاج الامراض لما خصص الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم مقرا للصحابية الجليلة رفيدة- اول طبيبة في الاسلام- لتطبيب المسلمين ولان المقام لا يتسع لسرد كيفية توفيق ابن حجر العسقلاني بين صحة الرواية وعدم جواز التداوي ببول الابل يمكن للقاريء ان يراجع باب الوضوء في الجزء الاول بكتابه فتح الباري في شرح صحيح البخاري التحرش بالمجانية بعد طول صمت وانتظار لمواقف ايجابية من المسئولين بالتربية والتعليم تجاه المهازل بل قل الكوارث التي تحدث بمدارسنا طلعة كل شمس خرج علينا وزير التربية والتعليم بقرار مفاجيء ليس له علاقة جوهرية بفساد العملية التعليمية التي تجرأت الدروس الخصوصية واقتحمت عليها دارها خلال اليوم الدراسي وفي داخل الفصول، القرار المفاجأة هو منع تلاميذ ومدرسي الابتدائي من استخدام الموبايل.. نورت المحكمة يا معالي الوزير وأكثر الله من أمثالك في ظل مشروع النهضة الذي أخشي أن يصبح كابوسا مزعجا لا نفيق منه الا بعد فوات الاوان كان الاجدر بمعالي الوزير المهموم بمشكلات التعليم ان يصدر قرارا بمنع مجموعات التقوية العادية والمميزة لانها تقنين للدروس الخصوصية وتحايل علي المجانية واهم معاول الهدم في العملية التعليمية وبمناسبة التحايل علي المجانية ومحاصرتها في عقر دارها جنحت الجامعات الحكومية الي هذا السلوك حينما سمحت باقسام مدفوعة الاجر بجوار الاقسام المجانية في كثير من كلياتها، فأتمني من وزير التعليم العالي ان يوقف ظاهرة توغل الرأسمالية الغاشمة وتغولها في جامعات الغلابة فتاوي تخدش الحياء الاولي بكثير من مشايخ الفضائيات- هداهم الله- ان يقتدوا بسيد الخلق سيدنا محمد- صلي الله عليه وسلم- عندما سألته صحابية في حضور السيدة عائشة- رضي الله عنها- عن كيفية التطهر من الحيض، فقال لها: تتبعي موضع الدم، فقالت: كيف؟ فأحالها للسيدة عائشة كي توضح لها، لذلك أنزعج كثيرأ من مشايخ يتلقون اسئلة أستحي من كتابتها تبجحت احدي السيدات وقالتها علي رءوس الاشهاد، ويسترسل مدعو العلم باجابات اشد خدشا للحياء العام، رغم ان الحياء شعبة من الايمان لقول الحبيب المصطفي- عليه الصلاة والسلام-: أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي: لا إله الا الله، والحياء شعبة من الايمان