كانت قريتي كفر ديما وهي من أعمال مركز كفر الزيات حتي أواخر السبعينيات آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً بسواعد أبنائها يزرعون ويأكلون ويحصنون ويتكافلون، وفي أوائل الثمانينيات كانت شبه آمنة ولم تكن مطمئنة بعد التحول الاستهلاكي الذي أصاب القري في مقتل وانتهي الاكتفاء الذاتي واتخفضت قيمة الجنيه. في زيارتي الأخيرة لها رأيت عجباً، موكباً من 01 تكاتك و4 سيارات نصف نقل تقل مختلف الأعمار من النساء والرجال ويرفعون عصا طويلة عليها قميص ملطخ بالدماء، مع الزغاريد والطبل فرحاً وابتهاجاً فقلت: وهل رجعت هذه العادة القبيحة مرة أخري فرد عليّ محدثي: الأمر ليس كذلك إن هذا الموكب احتفال بالبرنس الذي أخذ بثأره. وحتي تزول دهشتي قال: إن هناك ثلاثة أخوة يقطنون في منطقة زراعية ويربون الكلاب لتأمينهم وفقدوا أحدها وهو من فصيلة نادرة ولأن البرنس هذا مشهور بالشقاوة فاتهموه ولما أنكر أوثقوه بالحبال وسحلوه علي الأرض وحبسوه 42 ساعة في الزريبة.. فأطلق البرنس صيحة استغاثة واعشيرتاه فتجمع هذا الموكب الذي رأيت وحاصروا منزل الاخوة الثلاثة ففر اثنان واستفردوا بواحد والقميص الملطخ بالدماء يدل علي ما حدث وهو الآن في المستشفي بين الحياة والموت. قلت وأين الحكومة من كل هذا؟! فضحك طويلاً وقال يجيب عن هذا السؤال وزير الداخلية ومحافظ الغربية وبالمرة اسألهما عن المحلات التي سرقت في القرية وآخرها محل »أبو العينين« وكذلك عن ظاهرة انتشار حمل السيوف والأسلحة البيضاء بين سائقي التكاتك تحسباً لأي معركة وكذلك انتشار البانجو والحبوب المخدرة.