أكد الدكتور يسري أبو شادي كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيس قسم الضمانات إقبال مصر علي أزمة طاقة ظهرت بوادرها خلال العام الحالي بسبب زيادة الاستهلاك .لافتا إلي بدء الأسباب المباشرة لتلك الأزمة عند نقص إمداد محطات الكهرباء بالغاز الطبيعي واستبدالها بالسولار.. جاء ذلك خلال ندوة بعنوان "أزمة الطاقة في مصر والحاجة إلي الطاقة النووية ".. حيث اوضح ابو شادي أن ارتفاع حرارة الجو بجانب حلول شهر رمضان أدي إلي زيادة عالية للأحمال القصوي علي محطات الكهرباء ..بالإضافة إلي أن ارتفاع درجات الحرارة التي تعدت أحيانا ال 40 درجة مئوية اثر علي كفاءة المحطات ..مشيرا إلي أن هناك سببا إداريا أثر علي تلك الأزمة وهو سوء تخطيط الصيانة الدورية لمحطات الكهرباء ..وذكر أبو شادي ان هناك اسبابا اخري غير مباشرة حيث يجب التخطيط لإيجاد بديل للغاز الطبيعي وطاقة الرياح والكهرباء.. مؤكدا أن افضل تلك الحلول هو اللجوء إلي استخدام الطاقة والمفاعلات النووية فقد يصل إنتاج المفاعل النووي الواحد إلي معدل إنتاج السد العالي.. موضحا أنه لا يوجد خوف من استخدام الطاقة النووية حيث تمتلك مصر 440 مفاعلا نوويا يعملون بشكل أمن منذ سنوات عديدة ..مؤكدا ان الطاقة النووية تأتي في المرحلة الثانية بعد الطاقة المائية والتي تعد من أنظف وأرخص الطاقات.. وأوضح ابو شادي أن إنشاء المفاعل النووي يستغرق 6 سنوات علي الأكثر.. وأضاف ضرورة أن يشترط في الشخص المسئول عن المفاعل ان يكون لديه سلطة فنية وتنفيذية لإدارة المفاعل ..ونوه ابو شادي إلي أهمية تخصيص وزارة للطاقة النووية.. موضحا أهمية المجلس الأعلي للطاقة النووية السلمية في مصر وعن الحلول المقترحة لمواجهة أزمة الطاقة الكهربائية خلال السنوات المقبلة لحين إنشاء مفاعل نووي أكد أبو شادي أنه يجب مراجعة عقود بيع الغاز الطبيعي من جانب جهة محايدة لإعادة تقييم مقدار الكمية التي يتم إمداد محطات الكهرباء بها بدلا من استبدال الغاز الطبيعي بالسولار الذي له أضرار بيئية كثيرة وليس بقوة وفاعلية الغاز الطبيعي ..مشددا علي ضرورة إلغاء أي صيانات روتينية خلال فصل الصيف مفضلا إجراءها خلال فصل الشتاء .. وذلك بالاضافة إلي التقدير الصحيح لمعدل الاستهلاك موضحا أن الاستهلاك الحقيقي أكبر من المعلن عنه.. مشيرا إلي ضرورة إنشاء محطات للطاقة مؤقتة وبشكل سريع علي الرغم من تكلفتها العالية ..لافتا إلي أن الشبكات الكهربية الدولية لمصر محدودة مع الدول العربية مقترحا استيراد مقدار معين من الكهرباء من الدول الأوربية خلال اشهر الصيف فقط ..وأكد أبو شادي أن تصميم أول أو ثاني مفاعل نووي سلمي لمصر سيكون اجنبيا حتي يتوافر به كافة مواصفات الأمان ولكن يشترط أن تدخل الصناعة المصرية كمساهم قوي في إنشاء تلك المحطات حتي يتم الاعتماد عليها بعد ذلك.