اعطي البرلمان التركي أمس الضوء الأخضر للجيش بمواصلة العمليات العسكرية في سوريا "في حال اقتضي الأمر" حفاظا علي "الأمن القومي"، في حين استأنف الجيش التركي صباح أمس قصفه للاراضي السورية بعد قصفه خلال الليل اسفر بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل عدد من عناصر القوات النظامية السورية. يأتي ذلك بينما أكدت تركيا ان دمشق قدمت اعتذارها عن قصف من الجانب السوري أوقع خمسة قتلي مدنيين علي الاراضي التركية أمس الأول واقرت بمسئوليتها عن الحادث. وأكد بشير اتالاي نائب رئيس الوزراء التركي ان موافقة البرلمان علي شن عمليات عسكرية علي أهداف داخل سوريا ليس تفويضا بشن حرب وإنما ستكون بمثابة رادع وان الأولوية بالنسبة لتركيا هي التحرك بالتنسيق مع المؤسسات الدولية. وقال ابراهيم كالين أحد كبار مستشاري رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ان المبادرات السياسية والدبلوماسية ستستمر. وانه يجب النظر الي الرد التركي علي انه "انذار لسوريا".واوضحت وسائل إعلام تركية ان البرلمان وافق علي الطلب الحكومة بأكثرية 320 نائبا مقابل 129 منهم، واعتبرت الحكومة التركية في اقتراحها ان "النشاطات المعادية التي تستهدف الاراضي التركية علي وشك التحول الي هجوم عسكري". واستخدمت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع لفض تجمهر محدود من متظاهرين مناهضين للحرب تجمعوا قرب مبني البرلمان. وغداة إعلان تركيا تلقيها تأكيدات من واشنطن بالدعم الكامل في الاممالمتحدة وحلف شمال الأطلنطي، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس ان السلطات السورية اكدت لموسكو ان القصف الذي استهدف الاراضي التركية هو "حادث مأساوي" لن يتكرر، وشدد لافروف علي وجوب ان تعلن دمشق ذلك رسميا. ودعت موسكو الي التحلي بضبط النفس وفتح قناة اتصال مباشر بين دمشق وانقرة. وقال أحد الدبلوماسيين ان روسيا طلبت تأجيل التصويت علي بيان في مجلس الأمن يدين سوريا ويعتبر ان تلك "الانتهاكات للقوانين الدولية تمثل تهديدا خطيرا للسلام والأمن الدوليين". في الوقت نفسه، أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان بلاده كسائر حلفائها تقف الي جانب تركيا وان الحادث يطرح تهديدا جديا للسلام والأمن الدوليين وقال انه لابد من وضع نهاية لممارسات العنف من قبل النظام السوري دون تأخير. كما أكدت المانيا وقوفها الي جانب تركيا إلا انها دعتها الي "الاعتدال" في ردها ودعت مجلس الأمن لتحمل مسئولياته. واعتبرت بريطانيا ان ما وصفته بالحادث "الشائن" يبرز الحاجة الماسة الي حل سلمي للصراع وتشكيل حكومة انتقالية في سوريا. ودعت تركيا الي تفادي التصعيد وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد اعتبرت ان الحادث "يشكل مثالا جديدا علي السلوك المارق" للنظام السوري وحث البيت الأبيض الدول الأخري علي الضغط علي الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي. وادان الاتحاد الأوروبي واسبانيا وكندا وباكستان أمس الهجوم السوري علي تركيا. واعربت اليونان عن أملها في تراجع حدة التوتر بين تركيا وسوريا. في تطور آخر، أعلن ناشطون ان مقاتلين من المعارضة قتلوا 21 جنديا من الحرس الجمهوري السوري في قدسيا بريف دمشق. واوضح المرصد السوري ان اشتباكات اندلعت في المنطقة. في حين، تواصلت المعارك أمس في حلب. ودعت سوريا أمس مجلس الأمن الي إدانة ما وصفته ب " الأحداث الارهابية" التي شهدتها حلب أمس الأول.