إبراهيم سعده دعا الداعية محمد سعد الأزهري إلي عدم تحديد سن زواج الفتيات، بحيث يسمح بزواجها بمجرد "بلوغها" حتي لو كانت في التاسعة من عمرها. الدعوة الصادمة تتعارض مع قوانين وعادات وتقاليد وديانات غالبية دول العالم. وبعيداً عن الدول الكبري والعظمي، أتوقف عند دولة عربية واحدة هي المملكة العربية السعودية التي أقر مجلس الشوري البرلمان السعودي منذ عام 2007 قراراً تاريخياً ب "تجريم الرجال الذين يتزوجون من فتيات تقل أعمارهن عن 18عاما من جميع الجنسيات. ليس هذا فقط وإنما قرر رفع سقف الطفولة حتي سن 18 عاماً. وقتها.. تسابق خبراء ومراقبون سعوديون نقلاً عن أرشيف موقع "العربية في إعلان ترحيبهم وتأييدهم "لتلك الخطوة الإيجابية كما أقر المجلس في 26 نوفمبر رفع سقف الطفولة حتي سن 18عاما، واعتبر خبراء ومراقبون سعوديون تلك الخطوة إيجابية، وخاصة فيما يتعلق بأمور الزواج والعقوبات القانونية". ولدينا في مصر نفس هذه القوانين لكن هذا لم يمنع "الداعية المصري محمد سعد" من أن يتجاهلها ويصدمنا منذ أيام بالدعوة إلي إلغاء تحديد سن زواج الفتيات والسماح لهن بالزواج فور "بلوغهن" حتي لو كن دون العاشرة! ويروّج محمد سعد "لفتواه" مؤكداً أن تحديد سن الزواج القانوني لا يلقي احتراما من كثيرين ويتم تزويج فتيات أقل من السن بموجب شهادات تسنين مزورة يتحصن المأذون بها! إنني لا أشكك فيما قاله الداعية محمد سعد. فأحيانا تنشر الصحف عن حالات القبض علي المزورين أسرة الفتاة والمأذون والتحقيق معهم في مخالفة القانون. وليس معني وجود هذه الظاهرة أن نؤيد الداعية في طلب إلغاء القانون كحل واقعي لوقف هذه الظاهرة، وإنما وقفها يكون بالإصرار علي تطبيق القانون ومحاكمة المتهمين، وتشديد العقوبة لمن تثبت جريمته في حق الفتيات الصغيرات. ولأن السعودية أخذت مثلنا برفع سن زواج فتياتها وتجريم المخالفين، فإنها تعاني أيضاً من استمرار البعض في تجاهل القانون بتزويج بناتهم تحت السن، وكهول يتزوجون ممن في سن حفيداتهم (..). ومن أرشيف الفضائية "العربية" توقفت أمام الواقعة التالية: في سبتمبر 2008 أي بعد عام من قرار مجلس الشوري برفع سن الزواج وتجريم مخالفيه صدمت أم سعودية عندما علمت بالصدفة قيام زوجها بتزويج ابنتهما ذات السنوات الثماني لرجل في العقد الخامس من العمر دون علم الطفلة، وذلك كجزء من قضاء دين علي والدها مقابل مهر يقدر ب30 ألف ريال يخصم من قيمة المبلغ المستحق علي والد الطفلة (..). وقال قريب الطفلة 8 سنوات لمندوبة "العربية" الزميلة إيمان القحطاني : " إن الفتاة لا تعي شيئا، وإنها ما زالت تعيش مع والدتها في عنيزة. و هي لم ترَ هذا الزوج ولم يرها. و تم تزويجها في غيابها، وعدم معرفة عائلتها". .. وللقصة بقية.