عندما اجتمع كل سادة قريش لقتل الرسول صلي الله عليه وسلم لم يتصد لهم سوي الله سبحانه وتعالي.. كان الرسول وحيدا لا يحيط به إلا جماعة قليلة من أنصاره لا حول لهم ولا قوة.. لكن الله نصره . وعندما اجتمعت كل قوي الدنيا من فرس و روم ومغول وصليبيين لقتل الاسلام.. لم يتصد لهم سوي الله.. وكما نصر الله رسوله.. نصر رسالته..هذه هي إرادة الله علي أرضه.. ولا أنا ولا أنت لنا فيها إرادة . واليوم.. عندما تتجرأ مجموعة مسيحية مصرية خارجة عن دينها ووطنها بمساعدة قس متطرف علي انتاج فيلم يسيء الي الرسول والي الاسلام نفسه.. فان الأمر لا يعدو نقطة في بحر.. فلا تيري جونز ولا موريس صادق ولا غيرهم سيكونوا اقوي ولا أشرس من ابي لهب وابي جهل وابي سفيان . هذا لا يعني أن يسكت المسلمون عن أي اساءة للاسلام أو رسوله الكريم.. بل انه واجب علي كل مسلم أن يتصدي للدفاع عن دينه وعن نبيه بكل ما أوتي من قوة.. فنحن لانملك إلا هذا الدين الذي يهدينا في الدنيا الي الصراط المستقيم الذي نعبر عليه الي جنة الخلد بإذن الله ورحمته. ولكن علينا أن نتدبر أمورنا بحكمة وروية حتي لا تصيب سهامنا الطائشة من لا يجب أن تصيبه . لا هذا الفيلم الشيطاني الحقير سوف ينال من الاسلام.. ولا هؤلاء الخارجين المارقين الخونة لدينهم ووطنهم سوف ينالون من الرسول العظيم.. ولكن ردود أفعالنا نحن هي التي من الممكن أن تصيبنا نحن في مقتل.. فهؤلاء الذين أنتجوا هذا الفيلم ليسوا مسيحيين كي نهاجم المسيحية ونتهم كل المسيحيين . ويكفي الموقف الرسمي الرائع للكنيسة المصرية وقادتها ورفضهم القوي للاساءة للرسول.. ويكفي الموقف الرائع لكل مسيحيي مصر من الفيلم وتبرؤهم من منتجيه واعتبارهم لا هم مسيحيين ولا هم مصريين.. وهذا موقف يجب أن نشكر عليه الكنيسة وأقباط مصر الوطنيين. والاعتراض علي هذا الفيلم الحقير أيضا لا يجب أن يتطور الي الاعتداء علي السفارات الأمريكية أو قتل الدبلوماسيين الأمريكان.. لأننا يجب أن نفهم أن الادارة الأمريكية لا علاقة لها بالموضوع.. وأنه لم يكن بمقدورهم التحرك مسبقا.. وهو الدور الذي كان يجب أن تقوم به البعثات الدبلوماسية فور علمها ببدء انتاج الفيلم و لم تفعله . وكان رفع الفيلم من دور السينما ومن اليوتيوب هو رد الفعل الرسمي احتراما لمشاعر المسلمين. هنا يجب أن نؤكد علي أن الهجوم علي المسيحية أو علي الغرب والوقيعة بينهما وبين الاسلام والمسلمين يعطي شهادة النجاح للفيلم و لأصحابه.. لأن هذا هو هدفهم.. سيقولون لمواطني الغرب ألم نقل لكم أنهم ارهابيون وقتلة وسفاحون.. لابد أن نحدد هجومنا علي هؤلاء الخارجين عن دينهم ومصريتهم.. لابد من محاكمتهم واسقاط الجنسية عنهم وتبرؤ الكنيسة منهم.. ولكن لايحق لنا أن نعطي الغرب المسيحي مبررا لانتقاد المسلمين والاسلام. هل فكر المسلمون في انتاج فيلم يصور حقيقة الاسلام بدلا من أن يلعنوا من يسيئون إليه؟! هل فكروا في الوصول الي الناس والحكومات والاعلام في العالم بدلا من أن نتركهم لهؤلاء الذين ليس لهم لادين ولا ملة؟