يوما ما سيزور الرئيس أحمدي نجاد مصر، أتمني ذلك، انقطاع العلاقات بين مصر وإيران خطأ فادح، وانصياع للأجنبي، بلاشك ان زيارة الدكتور مرسي خطوة مهمة، لكنها لم تكتمل، ان يظهر رئيس مصري بعد هذه السنوات من القطيعة في طهران أمر ايجابي، ولكن في حدود ما رأيت وسمعت وتابعت، أخشي أن يكون لهذه الزيارة آثار سلبية، بل ربما تكرس الشقاق. أقول إن الرئيس أحمدي نجاد ربما زار مصر يوما، ماذا سيكون عليه الحال لو أنه بدأ أول خطاب له بداية دينية كما فعل الدكتور مرسي، فدعا الله أن يعجل بعودة الإمام الغائب. ثم يثني بلعن الخلفاء الراشدين كما يقدم علي ذلك المسلمون الشيعة، كيف سيكون رد الفعل من الحاضرين عندئذ، تخيلوا رد الفعل، لم يكن من اللائق الثناء علي الخلفاء الراشدين في مفتتح خطاب سياسي يلقي بطهران، يقول البعض انها شجاعة من الدكتور مرسي، وأقول إنها شجاعة في غير محلها، وتأجيج لصراعات قديمة ارتكبت فيها أخطاء جسيمة من الطرفين يجب ألا نراكمها وألا نعمقها، بل من مصلحة المسلمين جميعا معالجتها، ومصر الأزهر هو البلد الإسلامي الوحيد المؤهل للتقريب بين السنة والشيعة، وكنت أتمني من الفريق الرئاسي الذي أعد لهذه الزيارة أن يعلمه بالجهد الذي تم بمبادرة من الأزهر في الأربعينيات للتقريب بين السنة والشيعة، والأزهر في حد ذاته قلعة للتقريب وإزالة جروح التاريخ، لقد أسسه الفواطم الشيعة، وكان مركزا للدعوة الشيعية ومع زوال الفاطميين أصبح أهم جامعة للمذهب السني، ولكنه لم يشن حربا مذهبية علي الشيعة، بالعكس، المذهب الجعفري السائد في إيران يدرس في الأزهر، المشكلة أن الدكتور مرسي ينتمي إلي جماعة سياسية لم يتخلص من مكوناتها بعد تستخدم الدين كغطاء وترفض وجود الأزهر لأنها لا تريد مرجعية أخري للإسلام غيرها، كنت أتمني أن يطلع بعضهم الدكتور مرسي علي أحد أركان عبقرية الشخصية المصرية، فالمصريون المسلمون يتعلقون بآل البيت، وما من أحدهم إلا وله ضريح في مصر يؤمه الناس ويضعونه في الأرواح والقلوب، ولكنهم ليسوا شيعة، حالة فريدة في التاريخ الإنساني عموما والإسلامي خصوصا، يمكن أن تكون مرتكزا لمصالحة تاريخية بين السنة والشيعة، أما دفتر الجروح القديمة في المحافل السياسية، فأمر يثير الشقاق ولا يؤدي أبدا إلي الوفاق.